الطور الآية 4 10 دليله قوله عز وجل (ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا) 4 (والبيت المعمور) بكثرة الغاشية والأهل وهو بيت في السماء السابعة حذاء العرش بحيال الكعبة يقال له الصراح حرمته في السماء كحرمة الكعبة في الأرض يدخله كل يوم سبعون ألفا من الملائكة يطوفون به ويصلون فيه ثم لا يعودون إليه أبدا 5 (والسقف المرفوع) يعني السماء نظيره قوله عز وجل (وجعلنا السماء سقفا محفوظا) 6 (والبحر المسجور) قال محمد بن كعب القرظي والضحاك يعني الموقد المحمى بمنزلة التنور المسجور وهو قول ابن عباس وذلك ما روي أن الله تعالى يجعل البحار كلها يوم القيامة نارا فيزداد بها في نار جهنم كما قال الله تعالى (وإذا البحار سجرت) وجاء في الحديث عن عبد الله بن عمرو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ لا يركبن رجل بحرا إلا غازيا ومعتمرا أو حاجا فإن تحت البحر نارا وتحت النار بحرا \ وقال مجاهد والكلبي المسجور المملوء يقال سجرت الإناء إذا ملأته وقال الحسن وقتادة وأبو العالية هو اليابس الذي قد ذهب ماؤه ونضب وقال الربيع بن أنس هو المختلط العذب بالملح وروى الضحاك عن النزال بن سبرة عن علي أنه قال في البحر المسجور هو بحر تحت العرش سعته كما بين سبع سماوات إلى سبع أرضين فيه ماء غليظ يقال له بحر الحيوان تمطر العباد بعد النفخة الأولى منه أربعين صباحا فينبتون في قبورهم هذا قول مقاتل أقسم الله بهذه الأشياء 7 (إن عذاب ربك لواقع) نازل كائن 8 (ماله من دافع) مانع قال جبير بن مطعم قدمت المدينة لأكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أسارى بدر فدفعت إليه وهو يصلي بأصحابه المغرب وصوته يخرج من المسجد فسمعته يقرأ (والطور) إلى قوله (إن عذاب ربك لواقع ماله من دافع) فكأنما صدع قلبي حين سمعته ولم يكن أسلم يومئذ قال فأسلمت خوفا من نزول العذاب وما كنت أظن أني أقوم من مكاني حتى يقع بي العذاب ثم بين أنه متى يقع فيقال 9 (يوم تمور السماء مورا) أي تدور كدوران الرحى وتتكفأ بأهلها تكفؤ السفينة قال قتادة تتحرك قال عطاء الخرساني تختلف أجزاؤها بعضها في بعض وقيل تضطرب والمور يجمع هذه المعاني فهو في اللغة الذهاب والمجيء والتردد والدوران والاضطراب 10 (وتسير الجبال سيرا) فتزول عن أماكنها وتصير هباء منثورا
(٢٣٧)