تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٣٤
الذاريات الآية 44 51 44 (فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة) يعني بعد مضي الأيام الثلاثة وهي الموت في قول ابن عباس قال مقاتل يعني العذاب والصاعقة كل عذاب مهلك وقرأ الكسائي (الصعقة) وهي الصوت الذي يكون من الصاعقة (وهم ينظرون) يرون ذلك عيانا 45 (فما استطاعوا من قيام) فما قاموا بعد نزول العذاب بهم ولا قدروا على نهوض قال قتادة لم ينهضوا من تلك الصرعة (وما كانوا منتصرين) منتقمين منا قال قتادة ما كانت عندهم قوة يمتنعون بها من الله 46 (وقوم نوح) قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي (وقوم) بجر الميم أي وفي قوم نوح وقرأ الآخرون بنصبها بالحمل على المعنى وهو أن قوله (فأخذناه وجنوده فنبذناهم في الميم) معناه أغرقناهم كأنه قال أغرقناهم وأغرقنا قوم نوح (من قبل) أي من قبل هؤلاء وهم عاد وثمود وقوم فرعون (إنهم كانوا قوما فاسقين) 47 (والسماء بنيناها بأيد) بقوة وقدرة (وإنا لموسعون) قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لقادرون وعنه أيضا لموسعون الرزق على خلقنا وقيل ذو سعة وقال الضحاك أغنياء دليله قوله عز وجل (وعلى الموصع قدره) قال الحسن المطيقون 48 (والأرض فرشناها) بسطناها ومهدناها لكم (فنعم الماهدون) الباسطون نحن قال ابن عباس نعم ما وطأت لعبادي 49 (ومن كل شيء خلقنا زوجين) صنفين ونوعين مختلفين كالسماء والأرض والشمس والقمر والليل والنهار والبر والبحر والسهل والجبل والشتاء والصيف والجن والإنس والذكر والأنثى والنور والظلمة والإيمان والكفر والسعادة والشقاوة والجنة والنار والحق والباطل والحلو والمر (لعلكم تذكرون) فتعلمون أن خالق الأزواج فرد 50 51 (ففروا إلى الله) فاهربوا من عذاب الله إلى ثوابه بالإيمان والطاعة قال ابن عباس فروا منه إليه واعملوا بطاعته وقال سهل بن عبد الله فروا مما سوى الله إلى الله (إني لكم منه نذير مبين ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين)
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»