تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٣٢
الذاريات اآية 25 34 قيل سماهم مكرمين لأنهم كانوا ملائكة كراما عند الله وقد قال الله تعالى في وصفهم (بل عباد مكرمون) وقيل لأنهم كانوا ضيف إبراهيم وكان إبراهيم أكرم الخليقة وضيف الكرام مكرمون وقيل لأن إبراهيم عليه السلام أكرمهم بتعجيل قراهم والقيام بنفسه عليهم بطلاقة الوجه وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد خدمته بنفسه إياهم وروي عن ابن عباس سماهم مكرمين لأنهم جاؤوا غير مدعوين وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال \ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه \ 25 (إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال) إبراهيم (سلام قوم منكرون) أي غرباء لا نعرفكم قال ابن عباس قال في نفسه هؤلاء قوم لا نعرفهم وقيل إنما أنكر أمرهم لأنهم دخلوا عليه من غير استئذان وقال أبو العالية أنكر سلامهم في ذلك الزمان وفي تلك الأرض 26 فراغ فعدل ومال (إلى أهله فجاء بعجل سمين) مشوي 27 29 (فقربه إليهم) ليأكلوا فلم يأكلوا (قال ألا تشأكلون فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليه فأقبلت امرأته في صرة) أي صيحة قيل لم يكن ذلك إقبالا من مكان إلى مكان وإنما هو كقول القائل أقبل يشتمني بمعنى أخذ في شتمي أي أخذت تولول كما قال الله تعالى (قالت يا ويلتي) (فصكت وجهها) قال ابن عباس لطمت وجهها وقال الآخرون جمعت أصابعها فضربت جبينها تعجبا كعادة النساء إذا أنكرن شيئا وأصل الصك ضرب الشيء بالشيء العريض (وقالت عجوز عقيم) مجازه أتلد عجوز عقيم وكانت سارة لم تلد قبل ذلك 30 (قالوا كذلك قال ربك) أي كما قلنا لك قال ربك إنك ستلدين غلاما (إنه هو الحكيم العليم) 31 32) (قال) إبراهيم (فما خطبكم أيها المرسلون قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين) يعني قوم لوط 33 34 (لنرسل عليهم حجارة من طين مسومة) معلمة (عند ربك للمسرفين) قال ابن عباس للمشركين والشرك أسرف الذنوب وأعظمها
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»