الطور الآية 22 الشام ويعقوب كلاهما بالألف وكسر التاء في الثانية وقرأ الآخرون بغير ألف فيهما ورفع التاء الأولى ونصبها في الثانية واختلفوا في معنى الآية فقال قوم معناها والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان يعني أولادهم الصغار والكبار فالكبار بإيمانهم بأنفسهم والصغار بإيمان آبائهم فإن الولد الصغير يحكم بإسلامه تبعا لأحد الأبوين (ألحقنا بهم ذريتهم) المؤمنين في الجنة بدرجاتهم وإن لم يبلغوا بأعماله درجات آبائهم تكرمة لآبائهم لتقر بذلك أعينهم وهي رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهم وقال آخرون معناه والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم البالغون بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم الصغار الذين لم يبلغوا الإيمان بإيمان آبائهم وهو قول الضحاك ورواية العوفي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أخبر الله عز وجل أنه يجمع لعبده المؤمن ذريته في الجنة كما كان يحب في الدنيا أن يجتمعوا إليه يدخلهم الجنة بفضله ويلحقهم بدرجته بعمل أبيه من غير أن ينقص الآباء من أعمالهم شيئا فذلك قوله (وما ألتناهم) قرأ ابن كثير بكسر اللام والباقون بفتحها أي ما نقصناهم يعني الآباء (من عملهم من شيء) أخبرنا أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرني الحسين بن محمد بن عبد الله الحديثي ثنا سعيد بن محمد بن إسحاق الصيرفي ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة جنادة بن المفلس ثنا قيس بن الربيع ثنا عمر بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إن الله يرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه \ ثم قرأ (والذين آمنوا واتبعهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم) إلى آخر الآية أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أنا عبد الله بن فنجويه الدينوري ثنا أبو مالك القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن فضل عن محمد بن عثمان عن زاذان عن علي رضي الله عنه قال سألت خديجة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ولدين ماتا لها في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ هما في النار فلما رأى الكراهية في وجهها قال لو رأيت مكانهما لأبغضتهما قالت يا رسول الله فولدي منك قال في الجنة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المؤمنين وأولادهم في الجنة وإن المشركين وأولادهم في النار ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذين آمنوا اتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم) (كل امرئ بما كسب رهين) قال مقاتل كل امرئ كافر بما عمل من الشرك مرتهن في النار والمؤمن لا يكون مرتهنا لقوله عز وجل (كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين) ثم ذكر ما يزيدهم من الخير والنعمة \ 22 فقال (وأمددناهم بفاكهة) زيادة على ما كان لهم (ولحم مما يشتهون) من أنواع اللحمان 23 (يتنازعون) يتعاطون ويتناولون (فيها كأسا لا لغو فيها) وهو الباطل وروي ذلك عن قتادة وقال مقاتل بن حيان لا فضول فيها وقال سعيد بن المسيب لا رفث فيها وقال ابن زيد لا سباب ولا تخاصم فيها وقال القتيبي لا تذهب عقولهم فيبلغوا ويرفثوا (ولا تأثيم) أي لا يكون منهم ما
(٢٣٩)