تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٤١
الطور الآية 31 37 31 (قل تربصوا) انتظروا بي الموت (فإني معكم من المتربصين) من المنتظرين حتى يأتي أمر الله فيكم فتعذبوا يوم بدر بالسيف 32 (أم تأمرهم أحلامهم) عقولهم (بهذا) وذلك أن عظماء قريش كانوا يوصفون بالأحلام والعقول فأزرى الله بعقولهم حين لم تتم لهم معرفة الحق من الباطل (أم هم) بل هم (قوم طاغون) 33 (أم يقولون تقوله) أي تخلق القرآن من تلقاء نفسه والتقول تكلف القول ولا يستعمل ذلك إلا في الكذب وليس الأمر كما زعموا (بل لا يؤمنون) بالقرآن استكبارا 34 ثم ألزمهم الحجة فقال (فليأتوا بحديث مثله) أي مثل القرآن في نظمه وحسن بيانه (إن كانوا صادقين) أن محمد تقوله من تلقاء نفيه 35 (أم خلقوا من غير شيء) قال ابن عباس من غير رب ومعناه أخلقوا من غير شيء خلقهم فوجدوا بلا خالق وذلك مما لا يجوز أن يكون لأن تعلق الخلق بالخالق من ضرورة الاسم فلا بد له من خالق فإن أنكروا الخالق لم يجز أن يوجدوا بلا خالق (أم هم الخالقون) لأنفسهم ذلك في البطلان أشد لأن ما لا وجود له كيف يخلق فإذا بطل الوجهان قامت الحجة عليهم بأن لهم خالقا فليؤمنوا به ذكر هذا المعنى أبو سليمان الخطابي قال الزجاج معناه أخلقوا باطلا لا يحاسبون ولا يؤمرون وقال ابن كيسان أخلقوا عبثا وتركوا سدى لا يؤمرون ولا ينهون فهو كقول القائل فعلت كذا وكذا من غير شيء أي لغير شيء أم هم الخالقون لأنفسهم فلا يجب عليهم لله أمر 36 (أم خلقوا السماوات والأرض) فيكونوا هم الخالقين ليس الأمر كذلك (بل لا يوقنون) 37 (أم عندهم خزائن والأرض) قال عكرمة يعني النبوة قال مقاتل أبأيديهم مفاتيح ربك بالرسالة فيضعونها حيث شاؤوا قال الكلبي خزائن المطر والرزق (أم هم المصيطرون) المسلطون الجبارون قال عطاء أرباب قاهرون فلا يكونوا تحت أمر ونهي ويفعلون ما شاؤوا ويجوز بالسين والصاد جميعا قرأ ابن عامر بالسين ههنا وفي قوله (بمسيطر) وقرأ حمزة بإشمام الزاي فيهما وقرأ ابن كثير ههنا بالسين و (بمصيطر) بالصاد وقرأ الآخرون بالصاد فيهما
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»