تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٩
الذاريات الآية 5 14 5 ثم ذكر المقسم عليه فقال (إنما توعدون) من الثواب والعقاب (لصادق) 6 (وإن الدين) الحساب والجزاء (لواقع) لكائن 7 ثم ابتدأ قسما آخر فقال (والسماء ذات الحبك) قال ابن عباس وقتادة وعكرمة ذات الخلق الحسن المستوي يقال للنساج إذا نسج الثوب فأجاد ما أحسن حبكته قال سعيد بن جبير ذات الزينة قال الحسن حبكت بالنجوم قال مجاهد هي المتقنة البنيان وقال مقاتل والكلبي والضحاك ذات الطرائق كحبك الماء إذا ضربته الريح وحبك الرمل والشعر الجعد ولكنها لا ترى لبعدها من الناء وهي جمع حباك وحبيكة وجواب القسم وله 8 (إنكم) يا أهل مكة (لفي قول مختلف) في القرآن وفي محمد صلى الله عليه وسلم تقولون في القرآن سحر وكهانة وأساطير الأولين وفي محمد صلى الله عليه وسلم ساحر وشاعر ومجنون وقيل لفي قول مختلف أي مصدق ومكذب 9 (يؤفك عنه من أفك) يصرف عن الإيمان به من صرف حتى يكذبه يعني من حرمه الله الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن وقيل (عن) بمعنى من أجل أي يصرف من أجل هذا القول المختلف أو بسببه عن الإيمان من يصرف وذلك أنهم كانوا يتلقون الرجل إذا أراد الإيمان فيقولون إنه ساحر وكاهن ومجنون فيصرفونه عن الإيمان وهذا معنى قول مجاهد 10 (قتل الخراصون) لعن الكذابون يقال تحرص على فلان الباطل وهم المقتسمون الذين اقتسموا عقاب مكة واقتسموا القول في النبي صلى الله عليه وسلم ليصرفوا الناس عن دين الإسلام وقال مجاهد هم الكهنة 11 (الذين هم في غمرة) غفلة وعمى وجهالة (ساهون) لاهون غافلون عن أمر الآخرة والسهو الغفلة عن الشيء وهو ذهاب القلب عنه 12 (يسألون أيان يوم الدين) يقولون يا محمد متى يوم الجزاء يعني يوم القيامة تكذيبا واستهزاء 13 قال الله عز وجل (يوم هم) أي يكون هذا الجزاء في يوم هم (على النار يفتنون) أي يعذبون ويحرقون بها كما يفتن الذهب بالنار وقيل (على) بمعنى الباء أي بالنار وتقول لهم خزنة النار 14 (ذوقوا فتنتكم) عذابكم (هذا الذي كنتم به تستعجلون) في الدنيا تكذيبا به
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»