محمد الآية 8 14 8 (والذين كفروا فتعسا لهم) قال ابن عباس بعدا لهم وقال أبو العالية سقوطا لهم وقال الضحاك خيبة لهم وقال ابن زيد شقاء لهم قال الفراء هو نصب على المصدر على سبيل الدعاء وقيل في الدنيا العثرة وفي الآخرة التردي في النار ويقال للعاثر تعسا إذا لم يرديوا قيامه وضده أما إذا أرادوا قيامه (وأضل أعمالهم) لأنها كانت في طاعة الشيطان 9 (ذلك) التعس والإضلال (بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم) ثم خوف الكفار 10 فقال (أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم) أي أهلكهم (وللكافرين أمثالها) أي لم يؤمنوا يتوعد مشركي مكة 11 (ذلك) الذي ذكرت (بأن الله مولى الذين آمنوا) وليهم وناصرهم (وأن الكافرين لا مولى لهم) لا ناصر لهم ثم ذكر مآل الفريقين فقال 12 (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون) في الدنيا (ويأكلون كما تأكل الأنعام) ليس لهم همة إلا بطونهم وفروجهم وهم لاهون ساهون عما في غد قيل المؤمن في الدنيا يتزود والمنافق يتزين والكافر يتمتع (والنار مثوى لهم) 13 (وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك) أي أشد قوة من أهل مكة (التي أخرجتك) أي أخرجك أهلها قال ابن عباس كم رجال هم أشد من أهل مكة يدل عليه قوله (أهلكناهم) ولم يقل أهلكناها (فلا ناصر لهم) قال ابن عباس لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى الغار التفت إلى مكة وقال \ أنت أحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إلي ولو أن المشركين لم يخرجوني لم أخرج منك \ فأنزل الله هذه الآية 14 (أفمن كان على بينة من ربه) يقين من دينه محمد والمؤمنون (كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم) يعني عبادة الأوثان وهم أبو جهل والمشركون)
(١٨٠)