تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٧٤
الأحقاف الآية 30 33 عظم حائل وروثة وبعرة قال فقالوا يا رسول الله تقذرها الناس فنهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يستنجى بالعظم والروث قال فقلت يا رسول الله وما يغني ذلك عنهم قال إنهم لا يجدون عظما إلا وجدوا عليه لحمه يوم أكله ولا روثة إلا وجدوا فيها حبها يوم أكلت قال فقلت يا رسول الله سمعت لغطا شديدا فقال إن الجن تدارأت في قتيل قتل بينهم فتحاكموا إلي فقضيت بينهم بالحق قال ثم تبرز رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتاني فقال هل معك ماء قلت يا رسول الله معي إداوة فيها شيء من نبيذ التمر فاستدعاه فصببت على يده فتوضأ وقال \ تمرة طيبة وماء طهور \ وقال قتادة ذكر لنا أن ابن مسعود لما قدم الكوفة رأى شيوخا شمطا من الزط فأفزعوه حين رآهم فقال اظهروا فقيل له إن هؤلاء قوم من الزط فقال ما أشبههم بالنفر الذين صرفوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الجن أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغفار بن محمد ثنا محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا محمد بن المثنى ثنا عبد الأعلى ثنا داود وهو ابن أبي هند عن عامر قال سألت علقمة هل كان ابن مسعود شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن قال فقال علقمة أنا سألت ابن مسعود فقلت هل شهد أحد منكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن قال لا ولكنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ففقدناه فالتمسناه في الأودية والشعاب فقنلا استطير أو اغتيل قال فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء قال فقلنا يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فقال أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن قال فانطلق بنا فأرنانا آثارهم وآثار نيرانهم قال وسألوه الزاد فقال لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما وكل بعرة علف لدوابكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم \ ورواه مسلم عن علي بن حجر ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن داود بهذا الإسناد إلى قوله وأثار نيرانهم قال الشعبي وسألوه الزاد وكانوا من جن الجزيرة إلى آخر الحديث من قول الشعبي مفصلا من حديث عبد الله قوله عز وجل (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن) اختلفوا في عدد ذلك النفر فقال ابن عباس كانوا سبعة من جن نصيبين فجعلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم رسلا إلى قومهم وقال آخرون كانوا تسعة وروى عاصم عن زر بن حبيش كان زوبعة من التسعة الذين استمعوا القرآن (فلما حضروه قالوا انصتوا) قالوا صه وروي في الحديث أن الجن ثلاثة أصناف صنف لهم أجنحة يطيرون بها في الهواء وصنف
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»