محمد الآية 5 6 رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الخطيب أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال ثنا أبو العباس الأصم أنا الربيع أنا الشافعي أنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين قال أسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من بني عقيل فأوثقوه وكانت ثقيف قد أسرت رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ففداه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرجلين اللذين أسرتهما ثقيف قوله تعالى (حتى تضع الحرب أوزارها) أي أثقالها وأحمالها يعني حتى تضع أهل الحرب السلام فيمسكوا عن الحرب وأصل الوزر ما يحتمل الإنسان فسمى الأسلحة أوزارا لأنها تحمل وقيل الحرب هم المحاربون كالشرب والركب وقيل الأوزار الآثام ومعناه حتى يضع المحاربون آثامها بأن يتوبوا من كفرهم فيؤمنوا بالله ورسوله وقيل حتى تضع حربكم وقتالكم أوزار المشركين وقبائح أعمالهم بأن يسلموا ومعنى الآية أثخنوا المشركين بالقتل والأسر حتى يدخل أهل الملل كلها في الإسلام ويكون الدين كله لله فلا يكون بعده جهاد ولا قتال وذلك عند نزول عيسى ابن مريم عليهما السلام وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم \ الجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال \ وقال الكلبي حتى يسلموا أو يسالموا وقال الفراء حتى لا يبق إلا مسلم أو مسالم (ذلك) الذي ذكرت وبينت من حكم الكفار (ولو يشاء الله لانتصر منهم) فأهلكهم وكفاكم أمرهم بغير قتال (ولكن) أمركم بالقتال (ليبلو بعضكم ببعض) فيصير من قتل من المؤمنين إلى الثواب ومن قتل من الكفار إلى العذاب (والذين قتلوا في سبيل الله) قرأ أهل البصرة وحفص (قتلوا) بضم القاف وكسر التاء خفيف يعني الشهداء وقرأ الآخرون (قاتلوا) بالألف من المقاتلة وهم المجاهدون (فلن يضل أعمالهم) قال قتادة ذكر لنا أن هذه الآية نزلت يوم أحد وقد فشت في المسلمين الجراحات والقتل 5 (سيهديهم) أيام حياتهم في الدنيا إلى أرشد الأمور وفي الآخرة إلى الدرجات (ويصلح بالهم) يرضى خصماءهم ويقبل أعمالهم 6 (ويدخلهم الجنة عرفها لهم) أي بين لهم منازلهم في الجنة حتى يهتدوا إلى مساكنهم لا يخطؤنها ولا يستدلون عليها أحدا كأنهم سكانها منذ خلقوا فيكون المؤمن أهدى إلى درجته وزوجته وخدمه إلى منزله وأهله في الدنيا هذا قول أكثر المفسرين وروى عطاء عن ابن عباس (عرفها لهم) أي طيبها لهم من العرف وهو الريح الطيبة وطعام معرف أي مطيب 7 (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله) أي دينه ورسوله (ينصركم) على عدوكم (ويثبت أقدامكم) عند القتال
(١٧٩)