تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٧٧
في الدنيا والبرزخ كأنه ساعة من نهار لأن ما مضى وإن كان طويلا كأن لم يكن ثم قال (بلاغ) أي هذا القرآن وما فيه من البيان بلاغ من الله إليكم والبلاغ بمعنى التبليغ (فهل يهلك) بالعذاب إذا نزل (إلا القوم الفاسقون) الخارجون من أمر الله قال الزجاج تأويله لا يهلك مع رحمة الله وفضله إلا القوم الفاسقون ولهذا قال قوم ما في الرجاء لرحمة الله آية أقوى من هذه الآية سورة محمد مدنية وهي ثمان وثلاثون آية محمد الآية 1 2 1 (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم) أبطلها فلم يقبلها وأراد بالأعمال ما فعلوا من إطعام الطعام وصلة الأرحام قال الضحاك أبطل كيدهم ومكرهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعل الدائرة عليهم 2 (والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد) قال سفيان الثوري يعني لم يخالفوه في شيء (وهو الحق من ربهم) قال ابن عباس رضي الله عنهما الذين كفروا وصدوا مشركو مكة والذين آمنوا وعملوا الصالحات الأنصار (كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم) حالهم قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عصمهم أيام حياتهم يعني أن هذا الإصلاح يعود إلى إصلاح أعمالهم حتى لا يعصوا 3 (ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل) الشيطان (وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم) يعني القرآن (كذلك يضرب الله للناس أمثالهم) أشكالهم قال الزجاج كذلك يبين الله أمثال حسنات المؤمنين وإضلال أعمال الكافرين
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»