تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٦٦
الأحقاف الآية 11 15 مسروق في هذه الآية والله ما نزلت في عبد الله بن سلام لأن ال حم نزلت بمكة وإنما أسلم عبد الله بن سلام بالمدينة ونزلت هذه الآية في محاجة كانت من رسول الله صلى الله عليه وسلم لقومه ومثل القرآن التوراة فشهد موسى على التوراة ومحمد صلى الله عليه وسلم على القرآن وكل واحد يصدق الآخر وقيل هو نبي من بني إسرائيل فآمن واستكبرتم فلم تؤمنوا 11 (وقال الذين كفروا) من اليهود (للذين آمنوا لو كان) دين محمد صلى الله عليه وسلم (خيرا ما سبقونا إليه) يعني عبد الله بن سلام وأصحابه وقال قتادة نزلت في مشركي مكة قالوا لو كان ما يدعونا إليه محمد خيرا ما سبقنا إليه فلان وفلان وقال الكلبي الذين كفروا أسد وغطفان قالوا للذين آمنوا يعني جهينة ومزينة لو كان ما جاء به محمد خيرا ما سبقنا إليه رعاء الهيم قال الله تعالى (وإذ لم يهتدوا به) يعني بالقرآن كما اهتدى به أهل الإيمان (فسيقولون هذا إفك قديم) كما قالوا أساطير الأولين 12 (ومن قبله) أي ومن قبل القرآن (كتاب موسى) يعني التوراة (إماما) يقتدى به (ورحمة) من الله لمن آمن به ونصبا على الحال عن الكسائي وقال أبو عبيدة فيه أضمار أي جعلناه إماما ورحمة وفي الكلام محذوف تقديره وتقدمه كتاب موسى إماما ولم يهتدوا به كما قال في الآية الأولى (وإذ لم يهتدوا به) (وهذا كتاب مصدق) أي القرآن مصدق للكتب التي قبله (لسانا عربيا) نصب على الحال وقيل بلسان عربي (لينذر الذين ظلموا) يعني مشركي مكة قرأ أهل الحجاز والشام ويعقوب (لتنذر) بالتاء على خطاب النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ الآخرون بالياء يعني الكتاب (وبشرى للمحسنين) (وبشرى) في محل الرفع أي هذا كتاب مصدق وبشرى 13 14 (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون) 15 قوله عز وجل (ووصينا الإنسان بوالديه حسنا) وقرأ أهل الكوفة (إحسانا) كقوله تعالى (وبالوالدين إحسانا) (حملته أمه كرها ووضعته كرها) يريد شدة الطلق قرأ أهل الحجاز وأبو عمرو
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»