الأحقاف الآية 34 35 34 (ويوم يعرض الذين كفروا على النار) فيقال لهم (أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال) أي فيقال لهم (فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون) 35 (فاصبروا كما صبر أولوا العزم من الرسل) قال ابن عباس ذوو الحزم وقال الضحاك ذوو الجد والصبر واختلفوا فيهم فقال ابن زيد كل الرسل كانوا أولي عزم لم يبعث لله نبيا إلا كان ذا عزم وحزم ورأي وكمال عقل وإنما أدخلت من للتجنيس لا للتبعيض كما يقال اشتريت أكسية من الخز وأردية من البز وقال بعضهم الأنبياء كلهم أولوا عزم إلا يونس بن متى لعجلة كانت منه ألا ترى أنه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم (ولا تكن كصاحب الحوت) وقال قوم هم نجباء الرسل المذكورية في سورة الأنعام وهم ثمانية عشرة لقوله تعالى بعد ذكرهم (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) وقال الكلبي هم الذين أمروا بالجهاد وأظهروا المكاشفة مع أعداء الدين وقيل هم ستة نوح وهود وصالح ولوط وشعيب وموسى عليهم السلام وهم المذكورون على النسق في سورة الأعراف والشعراء وقال مقاتل هم ستة نوح صبر على أذى قومه وإبراهيم صبر على النار وإسحاق صبر على الذبح ويعقوب صبر على فقد ولده وذهاب بصره ويوسف صبر على البئر والسجن وأيوب صبر على الضر وقال ابن عباس وقتادة هم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى أصحاب الشرائع فهم مع محمد صلى الله عليه وسلم خمسة قلت ذكرهم الله على التخصيص في قوله (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم) وفي قوله تعالى (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا) الآية أخبرنا أبو طاهر المطهر بن علي بن عبيد الله الفارسي ثنا أبو ذر محمد بن إبراهيم سبط الصالحاني أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان المعروف بأبي الشيخ الحافظ أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم أنا محمد بن الحجاج أنا السري بن حيان أنا عباد بن عباد ثنا مجالد بن سعيد عن الشعبي عن مسروق قال قالت عائشة قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم \ يا عائشة إن الدنيا لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمد يا عائشة إن الله لم يرض من أولي العزم إلا بالصبر على مكروهها والصبر على مجهودها ولم ترض إلا أن كلفني ما كلفهم وقال (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل) وإني والله لا بد لي من طاعته والله لأصبرن كما صبروا وأجهدن كما جهدوا ولا قوة إلا بالله) وإني والله لا بد لي من طاعته والله لأصبرن كما صبروا وأجهدن كما جهدوا ولا قوة إلا بالله \ قوله تعالى (ولا تستعجل لهم) أي ولا تستعجل العذاب لهم فإنه نازل بهم لا محالة كأنه ضجر بعض الضجر فأحب أن ينزل العذاب بمن أبى منهم فلأمر بالصبر وترك الاستعجال ثم أخبر عن قرب العذاب فقال (كأنهم يوم يرون ما يوعدون) من العذاب في الآخرة (لم يلبثوا) في الدنيا (إلا ساعة من نهار) أي إذا عاينوا العذاب صار طول لبثهم
(١٧٦)