تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٧١
الأحقاف الآية 26 28 البحر أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأسفرايني أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ أنا يونس أنا ابن وهب أنا عمرو بن الحارث أنا النضر حدثه عن سليمان بن يسار عن عائشة أنها قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعا ضاحكا حتى أرى منه بياض لهواته وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف ذلك في وجهه فقلت يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وإذا رأيته عرف في وجهه فقلت يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وإذا رأيته عرف في وجهك الكراهية فقال \ يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب قد عذب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا (هذا عارض ممطرنا) الآية \ أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأسفرايني أنا أبو عوانة ثنا يوسف هو ابن مسلم ثنا حجاج عن ابن جريج عن عطاء قال قالت عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة تغير وجهه وتلون ودخل وخرج وأقبل وأدبر فإذا أمطرت السما سري عنه قالت وذكرت له الذي رأيت قال \ وما يدريك لعله يا عائشة كما قال قوم عاد (فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا) الآية \ (فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم) قرأ عاصم وحمزة ويعقوب (يرى) بضم الياء مساكنهم برفع النون يعني لا يرى شيء إلا مساكنهم وقرأ الآخرون بالتاء وفتحها (مساكنهم) نصب يعني لا ترى أنت يا محمد إلا مساكنهم لأن الساكن والأنعام بادت بالريح فلم يبق إلا هود ومن آمن معه (كذلك نجزي القوم المجرمين) 26 (ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه) يعني فيما لم نمكنكم فيه من قوة الأبدان وطول العمر وكثرة المال قال المبرد (ما) في قوله (فيما) بمنزلة الذي و (إن) بمنزلة وتقديره ولقد مكناهم في الذي ما مكناكم فيه (وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن) 27 (ولقد أهلكنا ما حولكم) يا أهل مكة (من القرى) كحجر ثمود وأرض سدوم ونحوهما (وصرفنا الآيات) الحجج والبينات (لعلهم يرجعون) عن كفرهم فلم يرجعوا فأهلكناهم يخوف مشركي مكة 28 (فلولا) فهلا (نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة) يعني الأوثان التي اتخذوها آلهة يتقربون بها إلى الله عز وجل القربان كل ما يتقرب به إلى الله عز وجل وجمعه قرابين كالرهبان
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»