تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٦٣
الأحقاف الآية 3 8 1 3 (حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى) يعني يوم القيامة وهو الأجل الذي تنتهي إليه السماوات والأرض وهو إشارة إلى فنائهما (والذين كفروا عما أنذروا) خوفوا به في القرآن من البعث والحساب (معرضون) 4 (قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا) أي بكتاب جائكم من الله قبل القرآن فيه بيان ما تقولون (أو أثارة من علم) قال الكلبي أي بقية من علم يؤثر عن الأولين أي يسند إليهم قال مجاهد وعكرمة ومقاتل رواية عن الأنبياء وقال قتادة خاصة من علم وأصل الكلمة من الأثر وهو الرواية يقال أثرت الحديث أثرا وأثارة ومنه قيل للخبر أثر (إن كنتم صادقين) 5 (ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له) يعني الأصنام لا تجيب عابديها إلى شيء يسألونها (إلى يوم القيامة) يعني أبدا ما دامت الدنيا (وهم عن دعائهم غافلون) لأنها جماد لا تسمع ولا تفهم 6 (وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين) جاحدين بيانه قوله (تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون) 7 (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين) يسمون القرآن سحرا 8 (أم يقولون افتراه) محمد من قبل نفسه فقال الله عز وجل (قل) يا محمد (إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا) لا تقدرون أن تردوا عني عذابه إن عذبني على افترائي فكيف أفتري على الله من أجلكم (هو أعلم) الله أعلم (بما تفيضون فيه) تخوضون فيه من التكذيب بالقرآن والقول فيه إنه سحر (كفى به شهيدا بيني وبينكم) أن القرآن جاء من عنده (وهو الغفور الرحيم) في تأخير العذاب عنكم قال الزجاج هذا دعاء لهم إلى التوبة معناه إن الله عز وجل غفور لمن تاب منكم رحيم به
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»