تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٧٠
الأحقاف الآية 21 26 21 قوله عز وجل (واذكر أخا عاد) يعني هودا (إذ أنذر قومه بالأحقاف) قال ابن عباس الأحقاف واد بين عمان ومهرة وقال مقاتل كانت منازل عاد باليمن في حضرموت بموضع يقال له مهرة وإليها تنسب الإبل المهرية وكانوا أهل عمد سيارة في الربيع فإذا هاج العود رجعوا إلى منازلهم وكانوا من قبيلة إرم قال قتادة ذكر لنا أن عادا كانوا أحياء باليمن وكانوا أهل رمل مشرفين على البحر بأرض يقال لها الشحر والأحقاف جمع حقف وهي المستطيل المعوج من الرمال قال ابن زيد هي ما استطال من الرمل كهيئة الجبل ولم يبلغ أن يكون جبلا قال الكسائي هي ما استدار من الرمال (وقد خلت النذر) مضت الرسل (من بين يديه) أي من قبل هود (ومن خلفه) إلى قومهم (ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم) 22 (قالوا أجئتنا لتأفكنا) لتصرفنا (عن آلهتنا) أي عن عبادتها (فأتنا بما تعدنا) من العذاب (إن كنت من الصادقين) أن العذاب نازل بنا 23 (قال) هود (إنما العلم عند الله) وهو يعلم متى يأتيكم العذاب (وأبلغكم ما أرسلت به) من الوحي إليكم (ولكني أراكم قوما تجهلون) 24 (فلما رأوه) يعني ما يوعدون به من العذاب (عارضا) سحابا يعرض أي يبدو في ناحية من السماء ثم يطبق السماء (مستقبل أوديتهم) فخرجت عليهم سحابة سوداء من واد لهم يقال له المغيث وكانوا قد حبس عنهم المطر فلما رأوها استبشروا (قالوا هذا عارض ممطرنا) يقول الله تعالى (بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم) فجعلت الريح تحمل الفسطاط وتحمل الظعينة حتى ترى كأنها جرادة 25 (تدمر كل شيء) مرت به من رجال عاد وأموالها (بأمر ربها) فأول ما عرفوا أنها عذاب رأوا ما كان خارجا من ديارهم من الرجال والمواشي تطير بهم الريح بين السماء والأرض فدخلوا بيوتهم وأغلقوا أبوابهم فجاءت الريح فقلعت أبوابهم وصرعتهم وأمر الله الريح فأمالت عليهم الرمال وكانوا تحت الرمل سبع ليال وثمانية أيام لهن أنين ثم أمر الله الريح فكشفت عنهم الرمال فاحتملتهم فرمت بهم في
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»