تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٣٩
الزخرف الآية 36 39 تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها قطرة ماء) أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث أنا محمد بن يعقوب الكسائي أنا عبد الله بن محمود أنا إبراهيم بن عبد الله الخلال أنا عبد الله بن المبارك عن خالد بن سعيد عن قيس بن حازم عن المستورد ابن شداد أخو بني فهر قال كنت في الركب الذين وقفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على السخلة الميت وفقال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ أترون هذه هانت على أهلها حتى ألقوها \ قالوا من هوانها ألقوها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ فالدنيا أهون على الله من هذه على أهلها \ 36 قوله عز وجل (ومن يعش عن ذكر الرحمن) أي يعرض عن ذكر الرحمن فلم يخف عقابه ولم يرج ثوابه يقال عشوت إلى النار أعشو عشوا إذا قصدتها مهتديا بها وعشوت عنها أعرضت عنها كما يقول عدلت إلى فلان وعدلت عنه وملت إليه وملت عنه قال القرظي يول ظهره عن ذكر الرحمن وهو القرآن قال أبو عبيدة والأخفش يظلم بصرف بصره عنه قال الخليل بن أحمد أصل العشو النظر ببصر ضعيف وقرأ ابن عباس (ومن يعش) بفتح الشين أي يعم يقال عشى يعشى عشيا إذا عمي فهو أعشى وامرأة عشواء (نقيض له شيطانا) قرأ يعقوب (يقيض) بالياء والباقون بالنون نسبب له شيطانا ونضمه إليه ونسلطه عليه (فهو له قرين) لا يفارقه يزين له العمى ويخيل إليه أنه على الهدى 37 (وإنهم) يعني الشياطين (ليصدونهم عن السبيل) أي ليمنعونهم عن الهدى وجمع الكنانة لأن قوله (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا) في مذهب جمع وإن كان اللفظ على الواحد (ويحسبون أنهم مهتدون) ويحسب كفار بني آدم أنهم على هدى 38 (حتى إذا جاءنا) قرأ أهل العراق غير أبي بكر (جاءنا) على الواحد يعنون الكافر وقرأ الآخرون جاءانا على التثنية يعنون الكافر وقرينه قد جعلا في سلسلة واحدة (قال) الكافر لقرينه الشيطان (يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين) أي بعد ما بين المشرق والمغرب فغلب اسم أحدهما على الآخر كما يقال للشمس والقمر القمران ولأبي بكر وعمر العمران وقيل أراد بالمشرقين مشرق الصيف ومشرق الشتاء والأول أصح (فبئس القرين) قال أبو سعيد الخدري إذا بعث الكافر زوج بقرينه الشيطان فلا يفارقه حتى يصير إلى النار 39 (ولن ينفعكم اليوم) في الآخرة (إذ ظلمتم) أشركتم في الدنيا (أنكم في العذاب مشتركون) يعني لا ينفعكم الاشتراك في العذاب ولا يخفف الاشتراك عنكم العذاب لأن لكل واحد
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»