تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ١٧٤
سورة الكهف من الآية 72 وحتى الآية 77 وأصله كل شيء شديد كثير يقال إمر القوم إذا كثروا واشتد أمرهم وقال القتيبي (إمرا) أي عجبا وروي أن الخضر لما خرق السفينة لم يدخلها الماء وروي أن موسى لما رأى ذلك أخذ ثوبه فحشى به الخرق وروى أن الخضر أخذ قدحا من الزوجاج ورقع به خرق السفينة 72 (قال) العالم وهو الخضر (ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا) 73 (قال) موسى (لا تؤاخذني بما نسيت) قال ابن عباس إنه لم ينس ولكنه من معاريض الكلام فكأنه نسي شيئا آخر وقيل معناه بما تركت من عهدك والنسيان الترك وقال أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم \ كانت الأولى من موسى نسيانا والوسطى شرطا والثالثة عمدا \ (ولا ترهقني) ولا تغشني (من أمري عسرا) وقيل لا تكلفني مشقة يقال أرهقته عسرا أي كلفته ذلك يقول لا تضيق علي أمري وعاملني باليسر ولا تعاملني بالعسر 74 (فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله) في القصة أنهما خرجا من البحر يمشيان فمرا بغلمان يلعبون فأخذ الخضر غلاما ظريفا وضيء الوجه فأضجعه ثم ذبحه بالسكين قال السدي كان أحسنهم وجها وكان وجهه يتوقد حسنا وروينا أنه أخذ برأسه فاقتلعه بيده وروى عبد الرزاق هذا الخبر وأشار بأصابعه الثلاث الإبهام والسبابة والوسطى وقلع برأسه وروي أنه رضخ رأسه بالحجارة وقيل ضرب رأسه بالجدار فقتله قال ابن عباس كان غلاما لم يبلغ الحنث وهو قول الأكثرين قال ابن عباس لم يكن نبي الله يقول أقتلت نفسا زكية إلا وهو صبي لم يبلغ وقال الحسن كان رجلا وقال شعيب الجبائي كان اسمه حيسور قال الكلبي كان فتى يقطع الطريق ويأخذ المتاع ويلجأ إلى أبويه وقال الضحاك كان غلاما يعمل بالفساد وتأذى منه أبواه أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى الجلودي أنبأنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج أنبأنا عبد الله بن مسلمة بن مغيث ثنا معمر بن سليمان عن أبيه عن رقية بن مصقلة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إن الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا ولو عاش لأرهق أبويه طغيانا وكفرا \ (قال) موسى (أقتلت نفسا زكية) قرأ ابن كثير ونافع وأبو جعفر وأبو عمرو
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»