تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ١٦٣
سورة الكهف من الآية 40 وحتى الآية 44 39 (ولولا إذ دخلت جنتك) أي هلا إذ دخلت جنتك (قلت ما شاء الله) أي الأمر ما شاء الله وقيل جوابه مضمر أي ما شاء الله كان وقوله (لا قوة إلا بالله) أي لا أقدر على حفظ مالي أو دفع شيء عنه إلا بالله وروي عن هشام بن عروة عن أبيه أنه كان إذا رأى من ماله شيئا يعجبه أو دخل حائطا من حيطانه قال ما شاء الله لا قوة إلا بالله ثم قال (إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا) أنا عماد ولذلك نصب أقل معناه إن ترني أقل منك مالا وولدا فتكبرت وتعظمت علي 40 (فعسى ربي) فلعل ربي (أن يؤتين) يعطيني في الآخرة (خيرا من جنتك ويرسل عليها) أي على جنتك (حسبانا) قال قتادة عذابا وقال ابن عباس رضي الله عنه نارا وقال القتيبي مرامى (من السماء) وهي مثل صاعقة أو شيء يهلكها واحدتها حسبانة (فتصبح صعيدا زلقا) أي أرضا جرداء ملساء لا نبات فيها وقيل تزلق فيها الأقدام وقال مجاهد رملا هائلا 41 (أو يصبح ماؤها غورا) أي غائرا منقطعا ذاهبا لا تناله الأيدي ولا الدلاء والغور مصدر وضع موضع الاسم مثل زور وعدل (فلن تستطيع له طلبا) يعني إن طلبته لم تجده 42 (وأحيط بثمره) أي أحاط العذاب بثمر جنته وذلك أن الله تعالى أرسل عليها نارا فأهلكتها وغار ماؤها (فأصبح) صاحبها الكافر (يقلب كفيه) أي يصفق بيده على الأخرى ويقلب كفيه ظهرا لبطن تأسفا وتلهفا (على ما أنفق فيها وهي خاوية) أي ساقطة (على عروشها) سقوفها (ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا) 43 قال الله تعالى (ولم تكن له فئة) جماعة (ينصرونه من دون الله) يمنعونه من عذاب الله (وما كان منتصرا) ممتنعا منتقما لا يقدر على الانتصار لنفسه وقيل لا يقدر على رد ما ذهب عنه 44 (هنالك الولاية لله الحق) يعني في القيامة قرأ حمزة والكسائي (الولاية) بكسر الواو يعني السلطان وقرأ الآخرون بفتح الواو من الموالاة والنصر كقوله تعالى (الله ولي الذين آمنوا) قال القتيبي يريد أنهم يتلونه يومئذ ويتبرؤون مما كانوا يعبدون وقيل بالفتح الربوبية وبالكسر الإمارة (الحق) برفع القاف أبو عمرو والكسائي على نعت الولاية وتصديقه قراءة أبي (هنالك الولاية
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»