سورة الكهف من الآية 63 وحتى الآية 67 آتنا غداءنا) أي طعامنا والغداء ما يعد للأكل غدوة والعشاء ما يعد للأكل عشية (لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا) أي تعبا وشدة وذلك أنه ألقي على موسى الجوع بعد مجاوزة الصخرة ليتذكر الحوت ويرجع إلى مطلبه 63 (قال) له فتاه يذكر (أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة) وهي صخرة كانت بالموضع الموعود قال هقل بن زياد هي الصخرة التي دون نهر الزيت (فإني نسيت الحوت) أي تركته وفقدته وذلك أن يوشع حين رأى ذلك من الحوت قام ليدرك موسى فيخبره فنسي أن يخبره فمكثا يومهما حتى صليا الظهر من الغد قيل في الآية إضمار معناه نسيت أن أذكر لك أمر الحوت ثم قال (وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره) أي وما أنساني أن أذكر لك أمر الحوت إلا الشيطان وقرأ حفص (أنسانيه) وفي الفتح (عليه الله) بضم الهاء وقيل معناه أنسانيه لئلا أذكره (واتخذ سبيله في البحر عجبا) قيل هذا من قول يوشع ويقول طفر الحوت إلى البحر فاتخذ فيه مسلكا فعجبت من ذلك عجبا وروينا في الخبر كان للحوت سربا ولموسى وفتاه عجبا وقيل هذا من قول موسى لما قال له يوشع واتخذ سبيله في البحر سربا قال له موسى عجبا كأنه قال أعجب عجبا قال ابن زيد أي شيء أعجب من حوت يؤكل منه دهرا ثم صار حيا بعدما أكل بعضه 64 (قال) موسى (ذلك ما كنا نبغ) أي نطلب (فارتدا على آثارهما قصصا) أي رجعا يقصان الأثر الذي جاء أمنه أن يبتغيانه فوجدا عبدا من عبادنا قيل كان ملكا من الملائكة والصحيح الذي جاء في التواريخ وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه الخضر واسمه بليا بن ملكان قيل كان من نسل بني إسرائيل وقيل كان من أبناء الملوك الذين تزهدوا في الدنيا والخضر لقب له سمي بذلك لما أخبرنا أبو علي حسان بن سعيد المنيعي أنبأنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن همام بن منبه قال ثنا أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إنما سمي خضرا لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز تحته خضرا \ قال مجاهد سمي خضرا لأنه إذا صلى اخضر ما حوله وروينا أن موسى رأى الخضر مسجى بثوب فسلم عليه فقال الخضر وإني بأرضك السلام قال أنا موسى أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا وفي رواية أخرى لقيه مسجى بثوب مستلقيا على قفاه بعض الثوب تحت رأسه وبعضه تحت رجليه وفي رواية لقيه وهو
(١٧٢)