سورة الكهف من الآية 68 وحتى الآية 71 يصلي ويروى لقيه على طنفسة خضراء على كبد البحر 65 فلذلك قوله تعالى (فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة) أي نعمة (من عندنا وعلمناه من لدنا علما) أي علم الباطن إلهاما ولم يكن الخضر نبيا عند أكثر أهل العلم يقول جئت لأتبعك 66 (قال له موسى هل أتبعك) وأصحبك (على أن تعلمن مما علمت رشدا) قرأ أبو عمرو ويعقوب (رشدا) بفتح الراء والشين وقرأ الآخرون بضم الراء وسكون الشين أي صوابا وقيل علما ترشدني به وفي بعض الأخبار أنه لما قال له موسى هذا قال له الخضر كفى بالتوراة علما وبني إسرائيل شغلا فقال له موسى إن الله أمرني بهذا فحينئذ 67 (قال) له الخضر (إنك لن تستطيع معي صبرا) وإنما قال ذلك لأنه علم أنه يرى أمورا منكرة ولا يجوز للأنبياء أن يصبروا على المنكرات ثم بين عذره في ترك الصبر 68 فقال له (وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا) أي علما 69 (قال) موسى (ستجدني إن شاء الله صابرا) إنما استثنى لأنه لم يثق من نفسه بالصبر (ولا أعصي لك أمرا) أي لا أخالفك فيما تأمرني 70 (قال) الخضر (فإن اتبعتني) فإن صحبتني ولم يقل اتبعني ولكن جعل الاختيار إليه إلا أنه شرط عليه شرطا فقال (فلا تسألني) قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر بفتح اللام وتشديد النون والآخرون بسكون اللام وتخفيف النون (عن شيء) أعمله فيما تنكره وتعترض عليه (حتى أحدث لك منه ذكرا) حتى ابتدأ لك بذكره فأبين لك شأنه 71 (فانطلقا) يمشيان على الساحل يطلبان سفينة يركبانها فوجدا سفينة فركباها فقال أهل السفينة هؤلاء لصوص وأمرهما بالخروج فقال صاحب السفينة ما هم بلصوص ولكني أرجو وجوه الأنبياء وروينا عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ مرت بهم سفينة فكلموهم أن يحملوهم فعرفوا الخضر فحملوهم بغير نول فلما لججوا البحر أخذ الخضر فأسا فخرق لوحا من السفينة \ فذلك قوله (حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال) له موسى (أخرقتها لتغرق أهلها) قرأ حمزة والكسائي (ليغرق) بالياء وفتحها وفتح الراء (أهلها) بالرفع على اللزوم وقرأ الآخرون بالتاء ورفعها وكسر الراء (أهلها) بالنصب على أن الفعل للخضر (لقد جئت شيئا إمرا) أي منكرا والإمر في كلام العرب الداهية
(١٧٣)