تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ١٦٩
سورة الكهف من الآية 56 وحتى الآية 60 عباس أي عيانا من المقابلة وقال مجاهد فجأة وقرأ أبو جعفر وأهل الكوفة (قبلا) بضم القاف والباء جمع قبيل أي أصناف العذاب نوعا نوعا 56 (وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل) ومجادلتهم قولهم (أبعث الله بشرا رسولا) (ولولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) وما أشبهه (ليدحضوا) ليبطلوا (به الحق) وأصل الدحض الزلق يريد ليزيلوا به الحق (واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا) فيه إضمار يعني وما أنذروا به وهو القرآن هزوا أي استهزاء 57 (ومن أظلم ممن ذكر) وعظ (بآيات ربه فأعرض عنها) تولى عنها وتركها ولم يؤمن بها (ونسي ما قدمت يداه) أي ما عمل من المعاصي من قبل (إنا جعلنا على قلوبهم أكنة) أغطية (أن يفقهوه) أي يفهموه يريد لئلا يفهموه (وفي آذانهم وقرا) أي صمما وثقلا (وإن تدعهم) يا محمد (إلى الهدى) إلى الدين (فلن يهتدوا إذا أبدا) وهذا في أقوام علم الله منهم أنهم لا يؤمنون 58 (وربك الغفور ذو الرحمة) ذو النعمة (لو يؤاخذهم) يعاقب الكفار (بما كسبوا) من الذنوب (لعجل لهم العذاب) في الدنيا (بل لهم موعد) يعني البعث والحساب (لن يجدوا من دونه موئلا) ملجأ 59 (وتلك القرى أهلكناهم) يعني قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وغيرهم (لما ظلموا) كفروا (وجعلنا لمهلكهم موعدا) أي أجلا قرأ أبو بكر (لمهلكهم) بفتح اللام والميم وقرأ حفص بفتح الميم وكسر اللام وكذلك في النمل (مهلك) أي لوقت هلاكهم وقرأ الآخرون بضم الميم وفتح اللام أي لإهلاكهم 60 قوله تعالى (وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين) عامة أهل العلم قالوا إنه موسى بن عمران وقال بعضهم هو موسى بن ميشا من أولاد يوسف والأول أصح أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»