سورة الكهف من الآية 102 وحتى الآية 105 100 (وعرضنا) أبرزنا (جهنم يومئذ للكافرين عرضا) حتى يشاهدوها عيانا 101 (الذين كانت أعينهم في غطاء) أي غشاء والغطاء ما يغطى به الشيء ويستره (عن ذكري) يعني عن الإيمان والقرآن وعن الهدى والبيان وقيل عن رؤية الدلائل (وكانوا لا يستطيعون سمعا) أي سمع القبول والإيمان لغلبة الشقاوة عليهم وقيل لا يعقلون وقيل كانوا لا يستطيعون أي لا يقدرون أن يسمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يتلوه عليهم لشدة عداوتهم كقول الرجل لا أستطيع أن أسمع من فلان شيئا لعداوته 102 (أفحسب) أفظن (الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء) أربابا يريد بالعباد عيسى والملائكة كلا بل هم لهم أعداء ويتبرؤون منهم قال ابن عباس يعني الشياطين أطاعوهم من دون الله وقال مقاتل الأصنام سماها عبادا كما قال (إن الذين تدعون من دون الله عبادا أمثالكم) وجواب هذا الاستفهام محذوف قال ابن عباس يريد إني لأغضب لنفسي يقول أفظن الذين كفروا أن يتخذوا غيري أولياء وإني لا أغضب لنفسي ولا أعاقبهم وقيل أفظنوا أنهم ينفعهم أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء (إنا اعتدنا جهنم للكافرين نزلا) أي منزلا قال ابن عباس هي مثواهم وقيل النزل ما يهيأ للضيف يريد هي معدة لهم عندنا كالنزل للضيف 103 (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا) يعني الذين اتبعوا أنفسهم في عمل يرجون به فضلا ونوالا فنالوا هلاكا وبوارا كمن يشتري سلعة يرجو عليها ربحا فخسر وخاب سعيه واختلفوا فيهم قال ابن عباس وسعد بن أبي وقاص وقال هم اليهود والنصارى وقيل هم الرهبان 104 (الذين) حبسوا أنفسهم في الصوامع وقال علي بن أبي طالب هم أهل حروراء (ضل سعيهم) بطل عملهم واجتهادهم (في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) أي عملا 105 (أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت) بطلت (أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا) أي لا تجعل لهم خطرا وقدرا تقول العرب ما لفلان عندي وزن أي قدر لخسته أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا أحمد عن محمد بن يوسف عن محمد بن إسماعيل ثنا محمد بن عبد الله ثنا سعيد بن مريم أنبأنا المغيرة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال \ ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة \ وقال (فلا نقيم لهم يوم
(١٨٥)