تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ١٧٥
(زاكية) بالألف وقرأ الآخرون زكية قال الكسائي والفراء معناهما واحد مثل القاسية والقسية وقال أبو عمرو بن العلاء الزاكية التي لم تذنب قط والزكية التي أذنبت ثم تابت (بغير نفس) أي لم تقتل نفسا بشيء وجب به عليها القتل (لقد جئت شيئا نكرا) أي منكرا قال قتادة النكر أعظم من الأمر لأنه حقيقة الهلاك وفي خرق السفينة كان خوف الهلاك وقيل الأمر أعظم لأنه كان فيه تغريق جمع كثير قرأ نافع وابن عامر ويعقوب وأبو بكر ها هنا (نكرا) وفي سورة الطلاق بضم الكاف والآخرون بسكونها 75 (قال) يعني الخضر (ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا) قيل زاد هنالك لأنه نقض العهد مرتين وفي القصة أن يوشع كان يقول لموسى يا نبي الله اذكر العهد الذي أنت عليه 76 (قال) موسى (إن سألتك عن شيء بعدها) بعد هذه المرة (فلا تصاحبني) وفارقني وقرأ يعقوب (فلا تصاحبني) بغير ألف من الصحبة (قد بلغت من لدني عذرا) قرأ أبو جعفر ونافع وأبو بكر (من لدني) خفيفة الوزن وقرأ الآخرون بتشديدها قال ابن عباس أي قد أعذرت فيما بيني وبينك وقيل قد حذرتني أني لا أستطيع معي صبرا وقيل اتضح لك العذر في مفارقتي أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنبأنا عبد الغافر بن محمد أنبأنا محمد بن عيسى ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا محمد بن عبد علي القيسي ثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن رقبة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ رحمة الله علينا وعلى موسى \ وكان إذا ذكر أحدا من الأنبياء بدأ بنفسه \ لولا أنه عجل لرأى العجب ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة قال (إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا) فلو صبر لرأى العجب \ 77 قوله تعالى (فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية) قال ابن عباس يعني أنطاكية وقال ابن سيرين هي الأيلة وهي أبعد الأرض من السماء وقيل برقة وعن أبي هريرة بلدة بالأندلس (استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما) قال أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا أتيا أهل قرية لئاما فطافا في المجالس فاستطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما وروي أنهما طافا في القرية فاستطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما وروي أنهما طافا في القوم فاستطعماهم فلم يطعموهما واستضافوهم فلم يضيفموهما قال قتادة شر القرى التي لا تضيف الضيف وروي عن أبي هريرة قال أطعمتهما امرأة من أهل بربر بعد أن طلبا من الرجال فلم يطعموهما فدعوا لنسائهم ولعن رجالهم قوله تعالى (فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض) أي يسقط وهذا من مجاز كلام العرب لأن الجدار لا إرادة له وإنما معناه قرب ودنا من السقوط كما تقول العرب داري تنظر إلى دار فلان إذا كانت تقابلها (فأقامه) أي سواه وروي عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال الخضر بيده فأقامه وقال سعيد بن جبير مسح الجدار بيده فاستقام وروي عن ابن عباس هدمه ثم قعد يبنيه وقال السدي بل طينا وجعل يبني الحائط
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»