سورة الكهف من الآية 78 حتى الآية 80 (قال) موسى (لو شئت لاتخذت عليه أجرا) قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب (لتخذت) بتخفيف التاء وكسر الخاء وقرأ الآخرون (لتخذت) بتشديد التاء وفتح الخاء وهما لغتان مثل اتبع وتبع عليه يعني على إصلاح الجدار (أجرا) يعني جعلا معناه إنك قد علمت وإننا جياع وإن أهل القرية لم يطعمونا فلو أخذت على عملك أجرا 78 (قال) الخضر (هذا فراق بيني وبينك) يعني هذا وقت فراق بيني وبينك وقيل هذا الإنكار على ترك الأجر هو المفرق بيننا وقال الزجاج معناه هذا فراق بيننا أي فراق اتصالنا وكرر (بين) تأكيدا (سأنبئك) أي سوف أخبرك (بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا) وفي بعض التفاسير أن موسى أخذ بثوبه فقال أخبرني بمعنى ما عملت قبل أن تفارقني 79 فقال (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر) قال كعب كانت لعشرة إخوة خمسة زمنى وخمسة يعملون في ا لبحر وفيه دليل على أن المسكين وإن كان يملك شيئا فلا يزول عنه اسم المسكنة إذ لم يقم ما يملك بكفايته يعملون في البحر أي يؤاجرون ويكتسبون بها (فأردت أن أعيبها) أجعلها ذات عيب (وكان وراءهم) أي أمامهم (ملك) كقوله (من ورائه جهنم) وقيل وراءهم خلفهم وكان رجوعهم في طريقهم عليه والأول أصح يدل عليه قراءة ابن عباس وكان أمامهم ملك (يأخذ كل سفينة غصبا) أي كل سفينة صالحة غصبا وكان ابن عباس يقرأ كذلك فخرقها وعيبها الخضر حتى لا يأخذها الملك الغاصب وكان اسمه الجلندي وكان كافرا قال محمد بن إسحاق اسمه متوله بن جلندي الأزدي وقال شعيب الجبائي اسمه هدد بن بدد وروي أن الخضر اعتذر إلى القوم وذكر لهم شأن الغاصب ولم يكونوا يعلمون بخبره وقال أردت إذا هي مرت به أن يدعها لعيبها فإذا جاوزه أصلحوها فانتفعوا بها قيل سدوها بقارورة وقيل بالقار 80 قوله تعالى (وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا) أي فعلمنا وفي قراءة ابن عباس وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين فخشينا أن فعلمنا (أن يرهقهما) يغشيهما وقال الكلبي يكلفهما (طغيانا وكفرا) قال سعيد بن جبير فخشينا أن يحملهما حبه على أن يتابعاه على دينه 81 (فأردنا أن يبدلهما) قرأ أبو جعفر ونافع وأبو عمرو بالتشديد هاهنا وفي سورة التحريم والقلم وقرأ الآخرون بالتخفيف وهما لغتان وفرق بعضهم فقال التبديل تغيير الشيء أو تغيير حاله وعين الشيء قائم والإبدال رفع الشيء ووضع شيء آخر مكانه (ربهما خيرا منه زكاة) أي صلاحا وتقوى
(١٧٦)