تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ١١٠
سورة الإسراء من الآية 20 وحتى الآية 22 20 (كلا نمد هؤلاء وهؤلاء) أي نمد كلا الفريقين من يريد الدنيا ومن يريد الآخرة (من عطاء ربك) أي يرزقهما جميعا ثم يخلف بهما الحال في المآل (وما كان عطاء ربك) رزق ربك (محظورا) ممنوعا عن عباده فالمراد من العطاء العطاء في الدنيا وإلا فلا حظ للكفار في الآخرة 21 (انظر) يا محمد (كيف فضلنا بعضهم على بعض) في الرزق والعمل الصالح يعني طالب العاجلة وطالب الآخرة (وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا) 22 (ولا تجعل مع الله إلها آخر) الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم والمراد غيره وقيل معناه لا تجعل أيها الإنسان مع الله إلها آخر (فتقعد مذموما مخذولا) مذموما من غير حمد مخذولا من غير نصر 23 قوله عز وجل (وقضى ربك) وأمر ربك قاله ابن عباس وقتادة والحسن قال الربيع بن أنس وأوجب ربك قال مجاهد وأوصى ربك وحكى عن الضحاك بن مزاحم أنه قرأ ووصى ربك وقال إنهم ألصقوا الواو بالصاد فصارت قافا (ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) أي وأمر بالوالدين إحسانا برا بهما وعطفا عليهما (إما يبلغن عندك الكبر) قرأ حمزة والكسائي بالألف على التثنية فعلى هذا قوله (أحدهما أو كلاهما) كلام مستأنف كقوله تعالى (ثم عموا وصموا كثير منهم) وقوله (وأسروا النجوى الذين ظلموا) وقوله (الذين ظلموا) ابتداء وقرأ الباقون (يبلغن) على التوحيد (فلا تقل لهما أف) فيه ثلاث لغات قرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب بفتح الفاء وقرأ أبو جعفر ونافع وحفص بالكسر والتنوين والباقون بكسر الفاء غير منون ومعناها واحد وهي كلمة كراهية قال أبو عبيدة أصل التف والأف الوسخ على الأصابح إذا فتلتها وقيل الأف ما يكون في المغابن من الوسخ والتف ما يكون في الأصابع وقيل الأف وسخ الأذن والتف وسخ الأظافر وقيل الأف وسخ الظفر والتف ما رفعته بيدك من الأرض من شيء حقير (ولا تنهرهما) ولا تزجرهما (وقل لهما قولا كريما) حسنا جميلا لينا قال ابن المسيب كقول العبد المذنب للسيد الفظ وقال مجاهد لا تسميهما ولا تكنهما وقال لها يا أبتاه يا أماه وقال مجاهد في هذه الآية أيضا إذا بلغا عندك من الكبر ما يبولان فلا تتقذرهما ولا تقل لهما أف حين تميط عنهما الخلاء والبول كما كانا يميطانه عنك صغيرا 24 (واخفض لهما جناح الذل) أي ألن جانبك لهما واخضع لهما قال عروة بن الزبير ألن لهما
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»