سورة الإسراء من الآية 8 وحتى الآية 11 (وليدخلوا المسجد) يعني بيت المقدس ونواحيه (كما دخلوه أول مرة وليتبروا) وليهلكوا (ما علوا) أي ما غلبوا عليه من بلادكم (تتبيرا) 8 (عسى ربكم) يا بني إسرائيل (أن يرحمكم) بعد انتقامه منكم فيرد الدولة إليكم (وإن عدتم وعدنا) أي إن عدتم إلى المعصية عدنا إلى العقوبة قال قتادة فعادوا فبعث الله عليهم محمدا صلى الله عليه وسلم فهم يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون (وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا) سجنا ومحبسا من الحصر وهو الحبس قال الحسن حصيرا أي فراشا وذهب إلى الحصير الذي يبسط ويفرش 9 (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) أي إلى الطريقة التي هي أصوب وقيل الكلمة التي هي أعدل وهي شهادة أن لا إله إلا الله (ويبشر) يعني القرآن (المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم) بأن لهم (أجرا كبيرا) وهو الجنة 10 (وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة اعتدنا لهم عذابا أليما) وهو النار 11 وقوله تعالى (ويدع الإنسان) حذف الواو لفظا لاستقلال اللام الساكنة كقوله (سندع الزبانية) وحذف في الخط أيضا وهي غير محذوفة في المعنى ومعناه ويدعو الإنسان على ماله وولده ونفسه (بالشر) فيقول عند الغضب اللهم العنه واهلكه ونحوهما (دعاءه بالخير) أي كدعائه ربه بالخير أن يهب له النعمة والعافية ولو استجاب الله دعاءه على نفسه لهلك ولكن الله لا يستجيب بفضله (وكان الإنسان عجولا) بالدعاء على ما يكره أن يستجاب له فيه قال جماعة من أهل التفسير وقال ابن عباس ضجرا لا صبر له على السراء والضراء 12 قوله عز وجل (وجعلنا الليل والنهار آيتين) أي علامتين دالتين على وجودنا ووحدانيتنا وقدرتنا (فمحونا آية الليل) وقال ابن عباس جعل الله نور الشمس سبعين جزأ ونور القمر كذلك فمحا من نور القمر تسعة وستين جزءا فجعلها مع نور الشمس حكى أن الله تعالى أمر جبريل فأمر جناحه على وجه القمر ثلاث مرات فطمس عنه الضوء وبقي في النور وسأل ابن الكواء عليا عن السواد الذي في القمر قال هو أثر المحو (وجعلنا آية النهار مبصرة) منيرة مضيئة يعني يبصر بها قال الكسائي تقول العرب أبصر
(١٠٧)