سورة الإسراء من الآية 33 وحتى الآية 35 وكان أهل الجاهلية إذا كان المقتول شريفا لا يرضون بقتل القاتل وحده حتى يقتلوا معه جماعة من أقربائه وقال قتادة معناه لا يمثل بالقاتل (إنه كان منصورا) فالهاء راجعة إلى المقتول في قوله (ومن قتل مظلوما) يعني أن المقتول منصور في الدنيا بإيجاب القود على قاتله وفي الآخرة بتكفير خطاياه وإيجاب النار لقاتله هذا قول مجاهد وقال قتادة الهاء راجعة إلى ولي المقتول معناه أنه منصور على القاتل باستيفاء القصاص منه أو الدية وقيل في قوله (فلا يسرف في القتل) أنه أراد به القاتل المعتدي يقول لا يعتدي بالقتل بغير الحق فإنه إن فعل ذلك فولي المقتول منصور عليه باستيفاء القصاص منه 34 (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا بالعهد) بالإتيان بما أمر الله به والانتهاء عما نهى الله عنه وقيل أراد بالعهد ما يلتزمه الإنسان على نفسه (إن العهد كان مسؤولا) وقال السدي كان مطلوبا وقيل العهد يسأل عن صاحب العهد فيقال فيما نقضت كالموؤودة تسأل فيم قتلت 35 (وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس) قرأ حمزة والكسائي وحفص (بالقسطاس) بكسر القاف والباقون بضمه وهما لغتان وهو الميزان صغيرا كان أو كبيرا أي بميزان العدل وقال الحسن هو القبان قال مجاهد هو رومي وقال غيره هو عربي مأخوذ من القسط وهو العدل أي زنوا بالعدل (المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا) أي عاقبة 36 (ولا تقف ما ليس لك به علم) قال قتادة لا تقل رأيت ولم تره وسمعت ولم تسمعه وعلمت ولم تعلمه وقال مجاهد لا ترم أحدا بما ليس لك به علم قال القتيبي لا تتبعه بالحدس والظن وهو في اللغة اتباع الأثر يقال قفوت فلانا أقفوه وقفيته وأقفيته إذا اتبعت أثره وبه سميت القافية لتتبعهم الآثار قال القتيبي هو مأخوذ من القفو كأنه يقفو الأمور أي يكون في اقفائها يتبعها ويتعرفها وحقيقة المعنى لا تتكلم أيها الإنسان بالحدس والظن (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) قيل معناه يسأل المرء عن سمعه وبصره وفؤاده وقيل يسأل السمع والبصر والفؤاد عما فعله المرء وقوله (كل أولئك) أي كل هذه الجوارح والأعضاء وعلى القول الأول يرجع أولئك إلى أربابها أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن الحسن أنا أبو علي حامد بن محمد
(١١٤)