تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ١١٥
سورة الإسراء من الآية 36 وحتى الآية 38 الرفاء ثنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز أنا الفضل بن دكين ثنا سعيد بن أوس العبسي حدثني بلال بن يحيى العبسي أن شتير بن شكل أخبره عن أبيه شكل بن حميد قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله علمني تعويذا أتعوذ به قال فأخذ بيدي ثم قال \ قل اللهم إني أعوذ بك من شر مسمعي وشر بصري وشر لساني وشر قلبي وشر منيي \ قال فحفظتها قال سعيد المني ماؤه 37 (ولا تمش في الأرض مرحا) أي بطرا وكبرا وخيلاء وهو تفسير المشي فلذلك أخرجه على المصدر (إنك لن تخرق الأرض) أي لن تقطعها بكبرك حتى تبلغ آخرها (ولن تبلغ الجبال طولا) أي لا تقدر أن تطاول الجبال وتساويها بكبرك معناه أن الإنسان لا ينال بكبره وبطره شيئا كمن يريد خرق الأرض ومطاولة الجبال لا يحصل على شيء وقيل ذكر ذلك لأن من مشى مختالا يمشي مرة على عقبه ومرة على صدور قدميه فقيل له إنك لن تنقب الأرض إن مشيت على عقبيك ولن تبلغ الجبال طول إن مشيت على صدور قدميك أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي أنا أبو الهيثم بن كليب ثنا أبو عيسى الترمذي ثنا سفيان بن وكيع ثنا أبي عن المسعودي عن عثمان بن مسلم بن هرمز عن نافع بن جبير بن مطعم عن علي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مشى يتكفأ تكفؤا كأنما ينحط من صبب أخبرنا أبو محمد الجرجاني أنا أبو القاسم الخزاعي أنا الهيثم بن كليم ثنا أبو عيسى الترمذي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا ابن لهيعة عن أبي يونس عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه وما رأيت أحدا أسرع في مشيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما الأرض تطوى له إنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث 38 (كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها قرأ ابن عامر وأهل الكوفة برفع الهمزة وضم الهاء على الإضافة ومعناه كل الذي ذكرنا من قوله (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) (كان سيئة) أي سئ ما عددنا عليك عند ربك مكروها لأن فيما عددنا أمورا حسنة كقوله (وآت ذا القربى حقه) (واخفض لهما جناح الذل) وغير ذلك وقرأ الآخرون (سيئة) منصوبة منونة يعني كل الذي ذكرنا من قوله (ولا تقتلوا أولادكم) إلى هذا الموضع سيئة لا حسنة فيه إذ الكل يرجع إلى المنهى عنه دون غيره ولم يقل مكروهة لأن فيه تقديما وتأخيرا تقديره كل ذلك كان مكروها سيئة وقوله (مكروها) على التكرير لا على الصفة مجازه كل ذلك كان سيئة وكان مكروها راجع إلى المعنى دون اللفظ لأن السيئة الذنب وهو مذنب
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»