سورة النحل من الآية 81 وحتى الآية 85 81 (والله جعل لكم مما خلق ظلالا) تستظلون بها من شدة الحر وهي ظلال الأبنية والأشجار (وجعل لكم من الجبال أكنانا) يعني الأسراب والغيران واحدها كن (وجعل لكم سرابيل) قمصا من الكتان والقز والقطن والصوف (تقيكم) تمنعكم (الحر) قال أهل المعاني أراد الحر والبرد اكتفاء بذكر أحدهما لدلالة الكلام عليه (وسرابيل تقيكم بأسكم) يعني الدروع والبأس الحرب يعني تقيكم في بأسكم السلاح أن يصيبكم (وكذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون) تخلصون له الطاعة قال عطاء الخرساني إنما أنزل القرآن على قدر معرفتهم فقال (وجعل لكم من الجبال أكنانا) وما جعل لهم من السهول أكثر وأعظم ولكنهم كانوا أصحاب حبال كما قال (ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها) لأنهم كانوا أصحاب وبر وشعر وكما قال (وينزل من السماء من جبال فيها من برد) وما أنزل من الثلج أكثر ولكنهم كانوا لا يعرفون الثلج وقال (تقيكم الحر) وما تقي من البرد أكثر ولكنهم كانوا أصحاب حر 82 (فإن تولوا) فإن أعرضوا فلا يلحق في ذلك عتب ولا سمة تقصير (فإنما عليك البلاغ المبين) 83 (يعرفون نعمة الله) قال السدي يعني محمدا صلى الله عليه وسلم (ثم ينكرونها) يكذبون به وقال قوم هي الإسلام وقال مجاهد وقتادة يعني ما عد لهم من النعم من هذه السورة يقرون أنها من الله ثم قيل لهم تصدقوا وامتثلوا لأمر الله فيها ينكرونها فيقولون ورثتها من آبائنا وقال الكلبي هو أنه لما ذكر لهم هذه النعمة قالوا نعم هذه كلها من الله ولكنها بشفاعة آلهتنا وقال عوف بن عبد الله هو قول الرجل لولا فلان لكان كذا وكذا ولولا فلان لما كان كذا (وأكثرهم الكافرون) الجاحدون 84 قوله عز وجل (ويوم نبعث من كل أمة شهيدا) يعني رسولا (ثم لا يؤذن للذين كفروا) في الاعتذار وقيل في الكلام أصلا (ولا هم يستعتبون) يسترضون يعني لا يكلفون أن يرضوا ربهم لأن الآخرة ليست بدار تكليف ولا يرجعون إلى الدنيا فيتوبون وحقيقة المعنى في الاستعتاب أنه التعرض لطلب الرضا وهذا الباب منسد في الآخرة على الكفار
(٨٠)