تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٧٩
سورة النحل من الآية 78 وحتى الآية 80 77 (ولله غيب السماوات والأرض وما أمر الساعة) في قرب كونها (إلا كلمح البصر) إذ قال له كن فيكون (أو هو أقرب) بل هو أقرب (إن الله على كل شيء قدير) نزلت في الكفار الذين يستعجلون القيامة استهزاء 78 (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم) قرأ الكسائي (بطون) و (بيوت) أمهاتكم بكسر الهمزة وقرأ حمزة بكسر الميم والهمزة الباقون بضم الهمزة وفتح الميم (لا تعلمون شيئا) تم الكلام ثم ابتدأ فقال جل وعلا (وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة) لأن الله تعالى جعل هذه الأشياء لهم قبل الخروج من بطون الأمهات وإنما أعطاهم العلم بعد الخروج (لعلكم تشكرون) نعمة كون السمع والأبصار والأفئدة قبل الخروج إذ يسمع الطفل ويبصر ولا يعلم وهذه الجوارح من غير هذه الصفات كالمعدوم كما قال فيمن لا يسمع الحق ولا يبصر العبر ولا يعقل الثواب (صم بكم عمي فهم لا يرجعون) لا يشكرون نعمه 79 (ألم يروا) قرأ ابن عامر وحمزة ويعقوب بالتاء والباقون بالياء لقوله (ويعبدون) (إلى الطير مسخرات) مذللات (في جو السماء ) وهو الهوى بين السماء والأرض روى كعب الأحبار أن الطير ترفع اثنى عشر ميلا ولا ترفع فوق هذا وفوق الجو السكاك السماء (ما يمسكهن) في الهواء (إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون) 80 (والله جعل لكم من بيوتكم) التي هي من الحجر والمدر (سكنا) أي مسكنا تسكنونه (وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا) يعني الخيام والقباب والأخبية والفساطيط من الأنطاع والأدم (تستخفونها) أي يخف عليكم حملها (يوم ظعنكم) رحلتكم في سفركم قرأ ابن عامر وأهل الكوفة ساكنة العين والآخرون بفتحها وهو أجزل اللغتين (ويوم إقامتكم) في بلدكم لا تثقل عليكم في الحالين (ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها) يعني أصواف الضأن وأوبار الإبل وأشعار المعز والكناية راجعة إلى الأنعام (أثاثا) قال ابن عباس مالا قال مجاهد متاعا قال القتيبي الأثاث المال جميعه من الإبل والغنم والعيد والمتاع وقال غيره هو متاع البيت من الفرش والأكسية (ومتاعا) بلاغا ينتفعون بها (إلى حين) يعني إلى حين الموت وقيل إلى حين تبلى
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»