تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٥٢٥
لثعلبة بن شعبة يبشرين بإسلام ريحانة فجاءه فقال يا رسول الله قد أسلمت ريحانة فبشره بذلك فلما انقضى شأن بني قريظة انفجر جرح سعد بن معاذ وذلك أنه دعا بعد أن احكم في بني قريظة ما حكم فقال اللهم انك قد علمت أنه لم يكن قوم أحب إلي أن أجاهدهم من قوم كذبوا رسولك اللهم أن كنت أبقيت من حرب قريش على رسولك شيئا فأبقني لها وان كنت قد قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضني إليك فانفجر كلمه فرجعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيمته التي ضربت عليه في المسجد قالت عائشة فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر فوالذي نفسي بيده إني لأعرف بكاء عمر من بكاء أبي بكر واني لفي حجرتي قالت وكانوا كما قال الله تعالى (رحماء بينهم) وكان فتح بني قريظة في آخر ذي القعدة سنة خمس من الهجرة أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا عبد الله بن محمد أنا يحيى بن آدم أنا إسرائيل سمعت أبا إسحاق يقول سمعت سليمان بن صرد يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول حين اجلى الأحزاب عنه الآن نغزوهم ولا يغزونا نحن نسير إليهم أخبرنا عبد الواحد الميحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا قتيبة أنا الليث عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لا اله إلا الله وحده أعز جنده ونصر عبده وغلب الأحزاب وحده فلا شيء بعده قال الله تعالى في قصة بني قريظة (وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب م صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون) وهم الرجال يقال كانوا ستمائة (وتأسرون فريقا) وهم النساء والذراري يقال كانوا سبعمائة وخمسين ويقال سبعمائة 27 (وأورثكم ارضهم وديارهم وأموالهم وارضا لم تطؤها) بعد قال ابن زيد ومقاتل يعني خيبر قال قتادة كنا نحدث إنها مكة وقال الحسن فارس والروم وقال عكرمة كل ارض تفتح إلى يوم القيامة (وكان الله على كل شيء قديرا) 28 قوله تعالى (يا آيها النبي قل لأزواجك أن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن) متعة الطلاق (وأسرحكن سراحا جميلا) 29 (وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن اجرا عظيما) سبب نزول هذه الآية أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم سألته شيئا من عرض الدنيا وطلبن منه زيادة في النفقة وآذيته بغيرة بعضهن على بعض فهجرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم وآلى أن لا يقربهن شهرا ولم يخرج إلى أصحابه فقالوا ما شأنه وكانوا يقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه فقال عمر لأعلمن لكم شأنه قال فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله اطلقتهن قال لا قلت يا رسو لالله أني دخلت المسجد والمسلمون يقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه أفأنزل فأخبرهم انك لم تطلقهن قال نعم أن شئت قال فقمت على باب المسجد وناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه فنزلت هذه الآية (وإذا جاءهم أمر من الأمر أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول والى اولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) قال فكنت أنا استنبطت ذاك الأمر وانزل الله آية التخيير وكانت تحت رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ تسع نسوة خمس من قريش وعائشة بنت أبي بكر الصديق وحفصة بنت عمر وأم حبيبة بنت أبي سفيان وأم سلمة بنت
(٥٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 520 521 522 523 524 525 526 527 528 529 530 ... » »»