تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٥٣٠
سورة الأحزاب (36 37) فروجهم) عما لا يحل (والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات) قال مجاهد لا يكون العبد من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا وروينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قد سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات قال عطاء بن أبي رباح من فوض أمره إلى الله عز وجل فهو داخل في قوله (إن المسلمين والمسلمات) ومن أقر بأن الله ربه ومحمدا رسوله ولم يخالف قلبه لسانه فهو داخل ف يقوله (والمؤمنين والمؤمنات) ومن أطاع الله في الفرض والرسول في السنة فهو داخل في قوله (والقانتين والقانتات) ومن صان نفهس عن الكذب فهو داخل في قوله (والصادقين واصادقات) ومن صبر على الطاعة وعنالمعصية وعلى الرزية فهو داخل في قوله (والصابرين والصابرات) ومن صلى فلم يعرف من عن ييمينه وعن يساره فهو داخل في قوله (والخاشعين والخاشعات) ومن تصدق في كل أسبوع بدرهم فهو داخل في قوله (والمتصدقين والمتصدقات) ومن صام في كل شهر أيام البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر فهو داخل في قوله (والصائمين والصائمات) ومن حفظ فرجه عما لا يحل فهو داخل في قوله (والحافظين فروجهم والحافظات) ومن صلى الصلوات الخمس بحقوقها فهو داخل في قوله (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات) (أعد لهم مغفرة واجرا عظيما) 36 قوله تعالى (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله امرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) الآية نزلت في زينب بنت جحش الأسدية وأخيها عبد الله بن جحش وأمهما أمية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب لمولاه زيد بن حارثة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترى زيدا في الجاهلية بعكاظ فأعتقه وتبناه فلما خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب رضيت وظنت انه يخطبها لنفسه فلما علمت أنه يخطبها لزيد أبت وقالت أنا ابنة عمتك يا رسول الله فلا أرضاه لنفسي وكانت بيضاء جميلة فيها حدة وكذلك كره أخوها ذلك فأنزل الله عز وجل (وما كان لمؤمن) يعني عبد الله بن جحش (ولا مؤمنة) يعني أخته زينت (إذا قضى الله ورسوله امرا) أي إذا أراد الله ورسوله امرا وهو نكاح زينت لزيد (أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) قرأ أهل الكوفة أن يكون بالياء للحائل بين التأنيث والفعل وقرأ الآخرون بالتاء لتأنيث الخيرة من أمرهم والخيرة الاختيار والمعنى أن يريد غير ما أراد الله أو يمتنع مما أمر الله ورسوله به (ومن يعض الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) أي أخطأ خطأ ظاهرا فلما سمعا ذلك رضيا بذلك
(٥٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 525 526 527 528 529 530 531 532 533 534 535 ... » »»