تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٥٢١
25 (ورد الله الذين كفروا) من قريش وغطفان (بغيظهم) لم يشف صدورهم بنيل ما أرادوا (لم ينالوا خيرا) ظفرا (وكفى الله المؤمنين القتال) بالملائكة والريح (وكان الله قويا عزيزا) قويا في ملكه عزيزا في انتقامه 26 (وانزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب) أي عاونوا الأحزاب من قريش وغطفان على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين وهم بنو قريظة (من صياصهم) حصونهم ومعاقلهم واحدها صيصية ومنه قيل للقرن ولشوكة الديك والحاكة صيصية وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصبح من الليلة التي انصرف الأحزاب فيها راجعين إلى بلادهم وانصرف النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون عن الخندق إلى المدينة ووضعوا السلاح فلما كان الظهر أتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم معتجرا بعمامة من إستبرق على بغلة عليها رحالة وعليها قطيفة من ديباج ورسول الله صلى الله عليه وسلم عند زينب بنت جحش وهي تغسل رأسه وقد غلست شقه فقال قد وضعت السلاح يا رسول الله قال نعم فقال جبريل عفا الله عنك ما وضعت الملائكة السلاح منذ أربعين ليلة وما رجت الآن إلا من طلب القوم وروي انه كان الغبار على وجه جبريل عليه السلام وفرسه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يمسح الغبار عن وجهه وعن فرسه فقال أن الله يأمرك بالسير إلى بني قريظة وأنا عامد إلى بني قريظة فانهز إليهم فغني قد قطعت أوتارهم وفتحت أبوابهم وتركتهم في زلزال وبلبال فأمر النبي صلى الله عليه وسلم مناديا فأذن أن من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه برايته إليهم وابتدرها الناس فاتاه رجال من بعد صلاة العشاء الآخرة ولم يصلوا العصر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة فصلوا العصر بها بعد العشاء الآخرة فما عابهم الله بذلك ولا عنفهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين ليلة حتى جهدهم الحصار وقذف الله في قلوبهم الرعب وكان حيي بن اخطب دخل على بني قريظة في حصنهم حين رجعت عنهم قريش وغطفان وفاء لكعب بن أسد بما كان عاهده فلما أيقنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير منصرف عنهم حتى يناجزهم قال كعب بن أسد يا معشر يهود انه قد نزل بكم من الأمر ما ترون واني عارض عليكم خلالا ثلاثا فخذوا آيها شئتم قالوا وما هن قال نتابع هذا الرجل ونصدقه فوالله انه لقد تبين لكم انه مرسل وانه الذي تجدونه في كتابكم فتأمنوا على دياركم وأموالكم وأبنائكم ونسائكم قالوا لا نفارق
(٥٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 516 517 518 519 520 521 522 523 524 525 526 ... » »»