تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٤٧١
مكة (من يؤمن به) وهم مؤمنوا أهل مكة (وما يجحدوا بآياتنا إلا الكافرون) وذلك أن اليهود وأهل مكة عرفوا أن محمدا نبي والقرآن حق فجحدوا وقال قتادة الجحود إنما يكون بعد المعرفة 48 (وما كنت تتلو) يا محمد (من قبله كتاب) يعني من قبل ما أنزل إليك الكتاب (ولا تخطه بيمينك) يعني ولا تكتبه يعني لم تكن تقرأ ولا تكتب قبل الوحي (إذا لارتاب المبطلون) يعني لو كنت تقرأ أو تكتب قبل الوحي لشك المبطلون المشركون من أهل مكة وقالوا إنه يقرؤون من كتب الأولين وينسخه منها قاله قتادة وقال مقاتل المبطلون هم اليهود ومعناه إذا لشكوا فيك واتهموك وقالوا إن الذي نجد نعته في التوراة أمي لا يقرأ ولا يكتب وليس هذا على ذلك النعت 49 (بل هو آيات بينات) قال الحسن يعني القرآن آيات بينات (في صدور اللذين أوتوا العلم) يعني المؤمنين الذين حملوا القرآن وقال ابن عباس رضي اله عنهما وقتادة بل هو يعني محمدا صلى الله عليه وسلم ذو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم من أهل الكتاب لأنهم يجدونه بنعته وصفته فيكتبهم (وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون) سورة العنكبوت 50 53 50 (وقالوا لولا أنزل عليه آية من ربه) كما أنزل على الأنبياء من قبل قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وأبو بكر آية على التوحيد وقرأ الآخرون آيات من ربه قوله عز وجل (قل إنما الآيات عند الله) وهو القادر على إرسالها إذا شاء أرسلها (وإنما أنا نذير مبين) أنذر أهل المعصية بالنار وليس إنزال الآيات بيدي 51 (أولم يكفهم) هذا الجواب لقولهم (لولا أنزل عليه آية من ربه) قال (أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم) يعني أولم يكفهم من الآيات القرآن يتلى عليهم (إن في ذلك) في إنزال القرآن (لرحمة وذكر لقوم يؤمنون) أي تذكيرا وعظة لمن آمن وعمل به 52 (قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا) أني رسوله وهذا القرآن كتابه (يعلم ما في السماوات والأرض والذين آمنوا بالباطل) وقال ابن عباس بغير الله وقال قتادة بعبادة الشيطان (وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون) 53 (ويستعجلونك بالعذاب) نزلت في النضر بن الحارث حين قال فأمطر علينا حجارة من السماء (ولولا أجل مسمى) قال ابن عباس ما وعدتك أني لا أعذب قومك ولا أستأصلهم وأؤخر عذابهم
(٤٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 ... » »»