تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٤٦٨
وهي الحصا الصغار (ومنهم من أخذته الصحية) يعني ثمود (ومنهم من خسفنا به الأرض) يعني قارون وأصحابه (ومنهم من أغرقنا) يعني قوم نوح وفرعون وقومه (وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) سورة العنكبوت 41 45 41 (مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء) أي الأصنام يرجون نصرها ونفعها (كمثل النعكبوت اتخذت بيتا) لنفسها تأوي إليه وإن بيتها في غاية الضعف والوهن لا يدفع عنها حرا ولا بردا فكذلك الأوثان لا تمللك لعباديها نفعا ولا ضرا (وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون) 42 (إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء وهو العزيز الحكيم) قرأ أهل البصرة وعاصم يدعون بالياء لذكر المم قبلها وقرأ الآخرون بالتاء 43 (وتلك الأمثال) الأشباه والمثل كلام سائر يتضمن تشبيه الآخر بالأول يريد أمثال القرآن التي شبه بها أحوال كفار هذه الأمة بأحوال كفار الأمم المتقدمة (نضربها) نبينها (للناس) قال عطاء ومقاتل لكفار مكة (وما يعقلها إلا العالمون) أي مايعقل المثال إلا العلماء الذين يعقلون عن الله أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرني ابن فنجويه نا ابن بردة أنا الحرب بن أبي أسامة أنا داود بن المجر أنا عباد بن كثير عن أبن جريج عن عطاء وأبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) قال العالم عن عقل عن الله فعمل بطاعته واجتنب سخطه 44 قوله عز وجل (خلق الله السماوات والأرض بالحق) أي للحق وإظهار الحق (إن في ذلك) في خلقها (لآية) لدلالة (المؤمنين) على قدرته وتوحيده 45 (أتل ما أوحي إليك من الكتاب) يعني القرآن (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) الفحشاء ما قبح من الأعمال والمنكر مالا يعرف في الشرع قال ابن مسعود وأنب عباس في الصلاة منتهى ومزدجر عن معاصي اله فمن لم تأمره صلاته بالمعروف ولم تنهه عن المنكر لم يزدد بصلاته من الله إلا بعدا وقال الحسن وقتادة من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فصلاته وبال
(٤٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 463 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 ... » »»