69 (والذين جاهدوا فينا) الذين جاهدوا المشركين لنصرة ديننا (لنهديهم سبلنا) لنثبتهم على ما قاتلوا عليه وقيل لنزيدهم هدى كما قال (ويزيد الله الذين اهتدوا هدى) وقيل لنوقفنهم لإصابة الطريق المستقيمة هي التي توصل بها إلى رضا الله عز وجل قال سفيان بن عيينة إذا اختلف الناس فانظروا ما عليه أهل الثغور موضع المخافة في بروج البلدان فإن الله قال (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) وقيل المجاهدة هي الصبر على الطاعات قال الحسن أفضل الجهاد مخالفة الهوى وقال الفضيل بن عياض والذين جاهدوا في طلب العلم لنهدينهم سبل العمل به وقال سهل بن عبد الله والذين جاهدوا في إقامة السنة لنهدينهم سبل الجنة وروي عن ابن عباس والذين جاهدوا في طاعتنا لنهدينهم سبل ثوابنا (وإن الله لمع المحسنين) بالنصر والمعونة في دنياهم وبالثواب والمغفرة في عقباهم سورة الروم مكية وهي ستون آية وقيل تسع وخمسون آية بسم الله الرحمن الرحيم سورة الروم 1 3 ا 2 3 (ألم غلبت الروم في أدنى الأرض) سبب نزول هذه الآية على ما ذكره المفسرون أنه كان بين فارس والروم قتال وكان المشركون يودون أن تغلب فارس الروم لأن أهل فارس كانوا مجوسا أميين والمسلمون يودون غلبة الروم على فارس لكونهم أهل كتاب فبعث كسرى جيشا إلى الروم واستعمل عليها رجلا يقال له شهرمان وبعث قيصر جيشا عليهم رجل يدعى بخين فالتقيا بأذرعات وبصرى وهي أدنى الشام إلى أرض العرب والعجم فغلبت فارس الروم فبلغ ذلك المسلمون بمكة فشق عليهم وفرح به كفار مكة وقالوا للمسلمين إنكم أهل كتاب والنصارى أهل كتاب ونحن أميون وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على
(٤٧٥)