تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٤٧
الحراسة والاهتمام بالرجم بعد مبعثه وقيل إن النجم ينقض فيرمي الشياطين ثم يعود إلى مكانه والله أعلم 19 قوله تعالى (والأرض مددناها) بسطناها على وجه الماء يقال إنها مسيرة خمسمائة سنة في مثلها دحيت من تحت الكعبة (وألقينا فيها رواسي) جبالا ثوابت وقد كانت الأرض تميد إلى أن أرساها الله بالجبال (وأنبتنا فيها) أي في الأرض (من كل شيء موزون) بقدر معلوم وقيل يعني في الجبال وهي جواهر من الذهب والفضة والحديد والنحاس وغيرها حتى الزرنيخ والكحل كل ذلك يوزن وزنا وقال أنب زيد هي الأشياء التي توزن وزنا 20 (وجعلنا لكم فيها معايش) جمع معيشة قيل أراد بها المطاعم والمشارب والملابس وقيل ما يعيش به الآدمي في الدنيا (ومن لستم له برازقين) أي جعلنا فيها معايش من لستم له برازقين من الدواب والأنعام أي جعلنا لكم وكفيناكم رزقها و (من) في الآية بمعنى ما كقوله تعالى (فمنهم من يمشي على بطنه) وقيل من في موضعها لأنه أراد المماليك مع الدواب وقيل من في محل الخفض عطفا على الكاف والميم في لكم 21 (وإن من شيء) أي وما من شيء (إلا عندنا خزائنه) أي مفاتيح خزائنه وقيل أراد به المطر (وما ننزله إلا بقدر معلوم) لكل أرض حد مقدر ويقال لا تنزل من السماء قطرة إلا ومعها ملك يسوقها حيث يريد الله عز وجل ويشاء وعن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال في العرش مثال جميع ما خلق الله في البر والبحر وهو تأويل قوله تعالى (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه) 22 (وأرسلنا الرياح لواقح) أي حوامل لأنها تحمل الماء إلى السحاب وهو جمع لاقحة يقال ناقة لاقحة إذا حملت الولد قال ابن مسعود يرسل الله الريح فتحمل الماء فيمر به السحاب فيدر كما تدر اللقحة ثم تمطر وقال أبو عبيدة أراد باللواقح الملاقح واحدتها ملقحة لأنها تلقح الأشجار قال عبيد بن عمير يبعث الله الريح المبشرة فتقم الأرض قما ثم يبعث الله المثيرة فتثير السحاب ثم يبعث الله المؤلفة فتؤلف السحاب بعضه إلى بعض فتجعله ركاما ثم يبعث اللواقح فتلقح الشجر وقال أبو بكر بن عياش لا تقطر قطرة من السحاب إلا بعد أن تعمل الرياح الأربع فيه فالصبا تهيجه والشمال تجمعه والجنوب تذره والدبور تفرقه وفي الخبران اللقح رياح الجنوب وفي بعض الآثار ما هبت ريح الجنوب إلا وبعث عينا غدقة وأما الريح العقيم فإنها تأتي بالعذاب ولا تلقح أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الخطيب أن عبد العزيز بن أحمد الخلال ثنا أبو العباس الأصم أنا الربيع أنا الشافعي أنا من لا أتهم بحديثه ثنا العلاء بن راشد عن عكرمة عن ابن عباس قال ما هبت ريح قط إلا جثا النبي صلى الله عليه وسلم على ركبتيه وقال اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا قال ابن عباس في كتاب الله عز وجل (فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا) (إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم) وقال (وأرسلنا الرياح لواقح) وقال يرسل الرياح مبشرات قرأ حمزة وحده (وأرسلنا الريح لواقح) على الوحدة والوجه أن الريح
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»