سورة الحجر من الآية 11 وحتى الآية 17 11 (وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤون) كما فعلوا بك ذكره تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم 12 (كذلك نسلكه) أي كما سلكنا الكفر والتكذيب والاستهزاء بالرسل في قلوب شيع الأولين كذلك نسلكه ندخله (في قلوب المجرمين) يعني مشركي مكة قومك وفيه رد على القدرية 13 (لا يؤمنون به) يعني لا يؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن (وقد خلت) مضت (سنة الأولين) أي وقائع الله تعالى الإهلاك فيمن كذب الرسل من الأمم الخالية يخوف أهل مكة 14 (ولو فتحنا عليهم) يعني على الذين يقولون لو ما تأتينا بالملائكة (بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون) فظلت الملائكة يعرجون فيه وهم يرونها عيانا هذا قول الأكثرين وقال الحسن معناه فظل هؤلاء الكفار يعرجون فيه أي يصعدون والأول أصح 15 (لقالوا إنما سكرت) سدت أبصارنا () قاله ابن عباس وقال الحسن سحرت وقال قتادة أخذت وقال الكلبي عميت وقرأ ابن كثير (سكرت) بالتخفيف أي حبست ومنعت النظر كما يسكر النهر لحبس الماء (بل نحن قوم مسحورون) أي عمل فينا السحر فسحرنا محمد 16 قوله تعالى (ولقد جعلنا في السماء بروجا) والبروج هي النجوم الكبار مأخوذة من الظهور يقال تبرجت المرأة أي ظهرت وأراد بها المنازل التي تنزلها الشمس والقمر والكواكب السيارة وهي اثنا عشر برجا الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت وقال ابن عطية هي قصور في السماء عليها الحرس (وزيناها) أي السماء بالشمس والقمر والنجوم (للناظرين) 17 (وحفظناها من كل شيطان رجيم) مرجوم وقيل ملعون قال ابن عباس كانت الشياطين لا يحجبون عن السماوات وكانوا يدخلونها ويأتون بأخبارها فيلقون على الكهنة ما سمعوا فلما ولد عيسى عليه السلام منعوا من ثلاث سماوات فلما ولد محمد صلى الله عليه وسلم منعوا من اسماوات أجمع فما منهم من أحد يريد استراق السمع إلا رمي بشهاب فلما منعوا من تلك المقاعد ذكروا ذلك لإبليس فقال لقد حدث في الأرض حادث قال فبعثهم فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن فقالوا هذا والله حدث
(٤٥)