سورة الحجر سورة الحجر من الآية 1 وحتى الآية 3 1 (آلر) معناه أنا الله أرى (تلك آيات الكتاب) أي هذه آيات الكتاب (وقرآن) أي وآيات قرآن (مبين) أي بين الحلال من الحرام والحق من الباطل فإن قيل لما ذكر الكتاب ثم قال (وقرآن مبين) وكلاهما واحد قلنا قد قيل كل واحد منهما يفيد فائدة أخرى فإن الكتاب ما يكتب والقرآن ما يجمع بعضه إلى بعض وقيل المراد بالكتاب التوراة والإنجيل وبالقرآن هذا الكتاب 2 (ربما) قرأ أبو جعفر ونافع وعاصم بتخفيف الباء والباقون بتشديدهما وهما لغتان ورب للتقليل وكم للتكثير ورب تدخل على الاسم وربما على الفعل يقال رب رجل جاءني وربما جاءني رجل وادخل ما ها هنا للفعل بعدها (يود) يتمنى (الذين كفروا لو كانوا مسلمين) واختلفوا في الحالة التي يتمنى الكافر فيها الإسلام قال الضحاك حال المعاينة وقيل يوم القيامة والمشهور أنه حين يخرج الله المؤمنين من النار وروي عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة قال الكفار لمن في النار من أهل القبلة ألستم مسلمين قالوا بلى قالوا فما أغنى عنكم إسلامكم وأنتم معنا في النار فقالوا كانت لنا ذنوب فأخذنا الله بها فيغفر الله لهم بفضل رحمته فيأمر بكل من كان من أهل القبلة في النار فيخرجون منها فحينئذ يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين فإن قيل كيف قال ربما وهي للتقليل وهذا التمني يكثر من الكفار قلنا قد تذكر ربما للتكثير أو أراد أن شغلهم بالعذاب لا يفرغهم للندامة إنما يخطر ذلك ببالهم أحيانا 3 (ذرهم) يا محمد يعني الذين كفروا (يأكلوا) في الدنيا (ويتمتعوا) من لذاتهم (ويلههم) يشغلهم (الأمل) عن الأخذ بحظهم من الإيمان والطاعة (فسوف يعلمون) إذا وردوا القيامة وذاقوا وبال ما صنعوا وهذا تهديد ووعيد وقال بعض أهل العلم ذرهم تهديد وقوله فسوف يعلمون تهديد آخر فمتى يهنأ العيش بين تهديدين والآية نسختها آية القتال
(٤٣)