تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٥١
سورة الحجر من الآية 42 وحتى الآية 45 أخلصته بتوحيدك فهديته واصطفيته 41 (قال) الله تعالى (هذا صراط علي مستقيم) قال الحسن معناه صراط مستقيم قال مجاهد الحق يرجع إلى الله تعالى وعليه طريقه ولا يعوج عليه شيء وقال الأخفش يعني على الدلالة على الصراط المستقيم قال الكسائي هذا على التهديد والوعيد كما يقول الرجل لمن يخاصمه علي طريقك أي لا تفلت مني كما قال عز وجل (إن ربك لبالمرصاد) وقيل معناه على استقامته بالبيان والبرهان والتوفيق والهداية وقرأ ابن سيرين وقتادة ويعقوب على من العلو أي رفيع وعبر بعضهم عنه رفيع أن ينال مستقيم أن يمال 42 (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) أي قوة قال أهل المعاني يعني على قلوبهم وسئل سفيان بن عيينة عن هذه الآية فقال معناه ليس لك عليهم سلطان تلقيهم في ذنب يضيق عنه عفوي وهؤلاء ثنية الله الذين هداهم واجتباهم (إلا من اتبعك من الغاوين) 43 (وإن جهنم لموعدهم أجمعين) يعني موعد إبليس ومن تبعه 44 (لها سبعة أبواب) أطباق قال علي كرم الله وجهه تدرون كيف أبواب النار هكذا ووضع إحدى يديه على الأخرى أي سبعة أبواب بعضها فوق بعض وإن الله وضع الجنان على العرض ووضع النيران بعضها فوق بعض قال ابن جريج النار سبع دركات أولها جهنم ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير ثم سقر ثم الجحيم ثم الهاوية (لكل باب منها جزء مقسوم) أي لكل دركة قوم يسكنونها وقال الضحاك في الدركة الأولى أهل التوحيد الذين أدخلوا النار يعذبون بقدر ذنوبهم ثم يخرجون وفي الثانية النصارى وفي الثالثة اليهود وفي الرابعة الصابئون وفي الخامسة المجوس وفي السادسة أهل الشرك وفي السابعة المنافقون فذلك قوله تعالى (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار) وروي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم \ إن لجهنم سبعة أبواب باب منها لمن سل السيف على أمتي أو قال على أمة محمد \ 45 قوله تعالى (إن المتقين في جنات وعيون) أي في بساتين وأنهار
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»