تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٤٢٧
سورة النمل من الآية 71 وحتى الآية 78 67 (وقال الذين كفروا) يعني مشركي مكة (أإئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون) من قبورنا أحياء قرأ أهل المدينة (إذا) غير مستفهم (أئنا) بالاستفهام وقرأ ابن عامر والكسائي (أئنا) بهمزتين أننا بنونين وقرأ الآخرون باستفهامها 68 (لقد وعدنا هذا) أي هذا البعث (نحن وآباؤنا من قبل) أي من قبل محمد وليس ذلك بشيء (إن هذا) ما هذا (إلا أساطير الأولين) أحاديثهم وأكاذيبهم التي كتبوها 69 (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين) 70 (ولا تحزن عليهم) على تكذيبهم إياك وإعراضهم عنك (ولا تكن في ضيق مما يمكرون) نزلت في المستهزئين الذين اقتسموا أعقاب مكة 71 (ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) 72 (قل عسى أن يكون ردف) أي دنا وقرب (لكم) وقيل تبعكم والمعنى ردفكم أدخل فيه اللام كما أدخل في قوله (لربهم يرهبون) قال الفراء اللام صلة زائدة كما تقول نقدته مائة ونقدت له (بعض الذي تستعجلون) من العذاب فحل بهم ذلك يوم بدر 73 (وإن ربك لذو فضل على الناس) قال مقاتل على أهل مكة حيث لم يعجل عليهم العذاب (ولكن أكثرهم لا يشكرون) ذلك 74 (وإن ربك ليعلم ما تكن) تخفي (صدورهم وما يعلنون) 75 (وما من غائبة) أي جملة غائبة من مكتوم سر وخفي أمر وشئ غائب (في السماء والأرض إلا في كتاب مبين) أي في اللوح المحفوظ 76 (إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل) أي يبين لهم (أكثر الذي هم فيه يختلفون) من أمر الدين قال الكلبي إن أهل الكتاب اختلفوا فيما بينهم فصاروا أحزابا يطعن بعضهم على بعض فنزل القرآن ببيان ما اختلفوا فيه 77 (وإنه) يعني القرآن (لهدى ورحمة للمؤمنين) 78 (إن ربك يقضي) يفصل (بينهم) أي بين المختلفين في الدين يوم القيامة (بحكمة)
(٤٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 ... » »»