تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٤٢٥
سورة النمل من الآية 59 إلى الآية 63 الخالية وقيل على جميع نعمه (وسلام على عباده الذين اصطفى) قال مقاتل هم الأنبياء والمرسلون دليله قوله عز وجل (وسلام على المرسلين) وقال ابن عباس في رواية أبي مالك هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وقال الكلبي هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم وقيل هم كل المؤمنين من السابقين واللاحقين (آلله خير أما يشركون) قرأ أهل البصرة وعاصم (يشركون) بالياء وقرأ الآخرون بالتاء يخاطب أهل مكة وفيه إلزام الحجة على المشركين بعد هلاك الكفار يقول آلله خير لمن عبده أم الأصنام خير لمن عبدها والمعنى أن الله نجي من عبده من الهلاك والأصنام لم تغن شيئا عن عابديها عند نزول العذاب بهم 60 (أمن خلق السماوات والأرض) معناه آلهتكم خير أم الذي خلق السماوات والأرض (وأنزل لكم من السماء ماء) يعني المطر (فأنبتنا به حدائق) بساتين جمع حديقة قال الفراء الحديقة البستان المحاط عليه فإن لم يكن عليه حائط فليس بحديقة (ذات بهجة) أي منظر حسن والبهجة الحسن يبتهج به من يراها (ما كان لكم أن تنبتوا شجرها) أي ما ينبغي لكم لأنكم لا تقدرون عليها (أإله مع الله) استفهام على طريق الإنكار أي هل معه مبود سواء يعينه على صنعه بل ليس معه إله (بل هم قوم) يعني كفار مكة (يعدلون) يشركون 61 (أمن جعل الأرض قرارا) لا تميد بأهلها (وجعل خلالها) وسطها (أنهارا) تطرد بالمياه (وجعل لها رواسي) جبالا ثوابت (وجعل بين البحرين) العذب والمالح (حاجزا) مانعا لئلا يختلط أحدهما بالآخر (أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون) توحيد ربهم وسلطانه 62 أمن يجيب (المضطر) المكروب المجهود (إذا دعاه ويكشف السوء) الضر (ويجعلكم خلفاء الأرض) سكانها يهلك قرنا وينشىء آخر وقيل يجعل أولادكم خلفاء وقيل جعل خلفاء الجن في الأرض (أإله مع الله قليلا ما تذكرون) قرأ أبو عمرو بالياء والآخرون بالتاء 63 (أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر) إذا سافرتم (ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته) أي
(٤٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 ... » »»