تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٤٣٨
سورة القصص من الآية 13 وحتى الآية 14 قد قتل ولدها فأحب شيء إليها أن تجد صغيرا ترضعه (وهم له ناصحون) والنصح ضد الغش وهو تصفية العمل من شوائب الفساد قالوا نعم فأتينا بها قال ابن جريج والسدي لما قالت أخت موسى وهم له ناصحون أخذوها وقالوا إنك قد عرفت هذا الغلام فدلينا على أهله فقالت ما أعرفه وقلت هم للملك ناصحون وقيل إنها قالت إنما قلت هذا رغبة في سرور الملك واتصالنا به وقيل إنها لما قالت هل أدلكم على أهل بيت قالوا لها من قالت أمي قالوا ولأمك ابن قالت نعم هارون وكان هارون ولد في سنة لا يقتل فيها الولدان قالوا صدقت فأتينا بها فانطلقت إلى أمها وأخبرتها بحال ابنها وجاءت به إليهم فلما وجد الصبي ريح أمه قبل ثديها وجعل يمصه حتى امتلأ جنباه ريا قال السدي كانوا يعطونها كل يوم دينار فذلك قوله تعالى 13 (فرددناه إلى أمه كي تقر عينها) برد موسى إليها (ولا تحزن) أي لئلا تحزن (ولتعلم أن وعد الله حق) برده إليها (ولكن أكثرهم لا يعلمون) أن الله وعدها رده إليها 14 (ولما بلغ أشده) قال الكلبي الأشد ما بين ثماني عشرة سنة إلى ثلاثين سنة وقال مجاهد وغيره ثلاث وثلاثون سنة (واستوى) أي بلغ أربعين سنة وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس وقيل استوى انتهى شبابه (آتيناه حكما وعلما ) أي الفقه والعقل والعلم والدين فعلم موسى وحكم قبل أن يبعث نبيا (وكذلك نجزي المحسنين) 15 قوله تعالى (ودخل المدينة) يعني دخل موسى المدينة قال السدي هي مكينة منف من أرض مصر وقال مقاتل كانت قرية يقال لها حابين على رأس فرسخين من مصر وقيل مدينة عين الشمس (على حين غفلة من أهلها) وهو وقت القائلة واشتغال الناس بالقيلولة وقال محمد بن كعب القرظي دخلها فيما بين المغرب والعشاء واختلفوا في السبب الذي من أجله دخل المدينة في هذا الوقت قال السدي وذلك أن موسى كان يسمى ابن فرعون فكان يركب مراكب فرعون ويلبس مثل ملابسه فركب فرعون يوما وليس عنده موسى فلما جاء موسى قيل له إن فرعون قد ركب فركب في أثره فأدركه المقبل بأرض منف فدخلها نصف النهار وليس في طرفها أحد فذلك قوله عز وجل (ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها) قال محمد بن إسحاق كان لموسى شيعة من بني إسرائيل يستمعون منه ويقتدون به فلما عرف ما هو عليه من الحق رأى فراق فرعون وقومه فخالفهم في دينهم حتى ذلك ذلك منه
(٤٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 ... » »»