تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٤٣٢
سورة النمل من الآية 88 وحتى الآية 90 كذب \ قال الضحاك هم رضوان والحور ومالك والزبانية وقيل عقارب النار وحياتها قوله عز وجل (وكل) أي كل الذين أحيوا بعد الموت (أتوه) قرأ الأعمش وحمزة وحفص (أتوه) مقصورا بفتح التاء على الفعل أي جاءوه وقرأ الآخرون بالمد وضم التاء كقوله تعالى (وكلهم آتيه يوم القيامة فردا) (داخرين) صاغرين 88 قال الله تعالى (وترى الجبال تحسبها جامدة) قائمة واقفة (وهي تمر مر السحاب) أي تسير سير السحاب حتى تقع على الأرض فتستوي بها وذلك إن كل شيء عظيم وكل جمع كثير يقصر عنه البصر لكثرته وبعد ما بين أطرافه فهو في حسبان الناظر واقف وهو سائر كذلك سير الجبال لا يرى يوم القيامة لعظمها كما أن سير السحاب لا يرى لعظمه وهو سائر (صنع الله) نصب على المصدر (الذي أتقن كل شيء) يعني أحكام (إنه خبير بما تفعلون) قرأ ابن كثير وأهل البصرة بالياء والباقون بالتاء 89 (من جاء بالحسنة) بكلمة الإخلاص وهي شهادة أن لا إله إلا الله قال أبو معشر كان إبراهيم يحلف ولا يستثني أن الحسنة لا إله إلا الله وقال قتادة بالإخلاص وقيل هل كل الطاعة (فله خير منها) قال ابن عباس فمنها يصل الخير إليه يعني له من تلك الحسنة خير يوم القيامة وهو الثواب والأمن من العذاب إما أن يكون له شيء خير من الإيمان فلا لأنه ليس شيء خيرا من قوله لا إله إلا الله وقيل فله خير منها يعني رضوان الله قال تعالى (ورضوان من الله أكثر) وقال محمد بن كعب قال عبد الرحمن بن زيد فله خير منها يعني الأضعاف أعطاه الله تعالى بالواحدة عشرا فصاعدا وهذا حسن لأن للأضعاف خصائص منها أن العبد يسأل عن عمله ولا يسأل عن الأضعاف ومنها أن للشيطان سبيلا إلى عمله وليس له سبيل إلى الأضعاف ولا مطمع للخصوم في الأضعاف ولأن الحسنة على استحقاق العبد والتضعيف كما يليق بكرم الرب تبارك وتعالى (وهم من فزع يومئذ آمنون) قرأ أهل الكوفة من فزع بالتنوين يومئذ بفتح الميم وقرأ الآخرون بالإضافة لأنه أعم فإنه يقتضي الأمن من جميع فزع ذلك اليوم وبالتنوين كأنه فزع دون فزع ويفتح أهل المدينة الميم من يومئذ 90 (ومن جاء بالسيئة) يعني الشرك (فكبت وجوههم في النار) يعني ألقوا على وجوههم يقال كبت الرجل إذا ألقيته على وجهه فانكب وأكب وتقول لهم خزنة جهنم (هل تجزون إلا ما كنتم تعملون) في الدنيا من الشرك
(٤٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 427 428 429 430 431 432 433 434 435 436 437 ... » »»