سورة النمل من الآية 29 وحتى الآية 35 وحولها القادة والجنود فرفرق ساعة والناس ينظرون حوله حتى رفعت المرأة رأسها فألقى الكتاب في حجرها وقال ابن منبه وابن زيد كانت لها كوة مستقبلة الشمس تقنع الشمس فيها حين تطلع فإذا نظرت إليها سجدت لها فجاء الهدهد الكوة فسدها بجناحه فارتفعت الشمس ولم تعلم فلما استبطأت الشمس قامت تنظر فرمى بالصحيفة إليها فأخذت بلقيس الكتاب وكانت قارئة فلما رأت الخاتم ارتعدت وخضعت لأن ملك سليمان كان في خاتمه وعرفت أن الذي أرسل الكتاب إليها أعظم ملكا منها فقرأت الكتاب وتأخر الهدهد غير بعيد فجاءت حتى قعدت على سرير ملكها وجمعت الملأ من قومها وهم اثنا عشر ألف قائد مع كل قائد مائة ألف مقاتل وعن ابن عباس قال كان مع بلقيس مائة ألف قيل كان مع كل مائة ألف والفيل الملك دون الملك الأعظم وقال قتادة ومقاتل كان أهل مشورتها ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا كل رجل منهم على عشرة آلاف قال فجاؤوا وأخذوا مجالسهم 29 (قالت) لهم بلقيس (يا أيها الملأ) وهم أشراف الناس وكبراؤهم (إني ألقي إلي كتاب كريم) قال عطاء والضحاك سمته كريما لأنه كان مختوما وروى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ كرامة الكتاب ختمه وقال قتادة ومقاتل كتاب كريم أي حسن وهو اختيار الزجاج وقال حسن ما فيه وروي عن ابن عباس كريم أي شريف لشرف صاحبه وقيل سمته كريما لأنه كان مصدرا ببسم الله الرحمن الرحيم ثم بينت الكتاب 30 فقالت (إنه من سليمان) وبينت المكتوب فقالت (وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) 31 (ألا تعلو علي) قال ابن عباس أي لا تتكبروا علي وقيل لا تتعظموا ولا تترفعوا علي وقيل معنا لا تمتنعوا علي من الإجابة فإن ترك الإجابة من العلو والتكبر (وأتوني مسلمين) مؤمنين طائعين قيل هو من الإسلام وقيل هو من الاستسلام 32 (قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري) أشيروا علي فيما عرض لي وأجيبوني فيما أشاوركم فيه (ما كنت قاطعة) قاضية وفاصلة (أمرا حتى تشهدون) أي تحضرون (قالوا) مجيبين لها (نحن أولوا قوة) في القتال (وأولوا بأس شديد) عند الحرب قال
(٤١٦)