سليمان اختاري رجلا من قومك أزوجكه قالت ومثلي يا نبي الله ينكح الرجال وقد كان لي في قومي من الملك والسلطان ما كان قال نعم إنه لا يكون في الإسلام إلا ذلك ولا ينبغي لك أن تحرمي ما أحل الله لك فقالت زوجني إن كان لا بد من ذلك ذا تبع ملك همذان فزوجها إياه ثم ردها إلى اليمن وسلط زوجها ذا تبع على اليمن ودعا زوبعة أمير الجن باليمن فقال اعمل لذي تبع ما استعملك فيه فلم يزل بها ملكا يعمل له فيها ما أراد حتى مات سليمان فلما أن حال الحول وتبينت الجن موت سليمان أقبل رجل منهم فسلك تهامة حتى إذا كان في جوف اليمن صرخ بأعلى صوته يا معشر الجن إن الملك سليمان قد مات فارفعوا أيديكم فرفعو أيديهم وتفرقوا وانقضى ملك ذي تبع وملك بليس مع ملك سليمان وقيل إن الملك وصل إلى سليمان وهو ابن ثلاث عشرة سنة ومات وهو ابن ثلاث وخمسين سنة 45 قوله عز وجل (ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن) أي أن (اعبدوا الله) وحده (فإذا هم فريقان) مؤمن وكافر (يختصمون) في الدين قال مقاتل واختصامهم ما ذكر في سورة الأعراف (قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم) إلى قوله (يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين) 46 ف (قال) لهم صالح (يا قوم لم تستعجلون بالسيئة) بالبلاء والعقوبة (قيل الحسنة) العافية والرحمة (لولا) هلا (تستغفرون الله) بالتوبة من كفركم (لعلكم ترحمون) 47 (قالوا اطيرنا) أي تشاءمنا وأصله تطيرنا (بك وبمن معك) قيل إنما قالوا ذلك لتفرق كلمتهم وقيل لأنه أمسك عنهم المطر في ذلك الوقت وقحطوا فقالوا أصابنا هذا الضر والشدة من شؤمك وشؤم أصحابك (قال طائكم عند الله) أي ما يصيبكم من الخير والشر عند الله بأمره وهو مكتوب عليكم سمي طائرا لسرعة نزوله بالإنسان فإنه لا شيء أسرع من قضاء محتوم قال ابن عباس الشؤم أتاكم من عند الله لكفركم وقيل طائركم أي عملكم عند الله سمي طائرا لسرعة صعوده إلى السماء (بل أنتم قوم تفتنون) قال ابن عباس تختبرن وبالخير والشر نظيره قوله تعالى (ونبلوكم بالشر والخير فتنة) وقال محمد بن كعب القرظي تعذبون 48 قوله تعالى (وكان في المدينة) يعني مدينة ثمود وهي الحجر (تسعة رهط) من أبناء أشرافهم (يفسدون في الأرض ولا يصلحون) وهم الذين اتفقوا على عقر الناقة وهم غواة قوم صالح ورأسهم قدار بن سالف وهو الذي تولى عقرها كانوا يعملون بالمعاصي 49 (قالوا تقاسموا بالله) تحالفوا يقول بعضهم لبعض أخلفوا بالله أيها القوم وموضع وتقاسموا جزم على الأمر وقال قوم محله نصب على الفعل الماضي يعني أنهم تحالفوا وتواثقوا تققديره قالوا متقاسمين بالله (لنبيتنه) أي لنقتلنه بياتا أي ليلا (وأهله) أي قومه الذين اسلموا معه وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي (لتبيتنه) و (لتقولن) بالتاء فيهما وضم لام الفعل على الخطاب وقرأ الآخرون بالنون فيهما وفتح لام الفعل (ثم لتقولن لوليه) أي لولي دمه (ما شهدنا) ما
(٤٢٣)