سورة النمل من الآية 64 وحتى الآية 70 قدام المطر (أإله مع الله تعالى الله عما يشركون) 64 (أمن يبدأ الخلق ثم يعيده) بعد الموت (ومن يرزقكم من السماء والأرض) أي من السماء المطر ومن الأرض النبات (أإله مع الله قل هاتوا برهانكم) حجتكم على قولكم أن مع الله إلها آخر (إن كنتم صادقين) 65 (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله) نزلت في المشركين حيث سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن وقت قيام الساعة (وما يشعرون أيان) متى (يبعثون) 66 بل (ادراك علمهم) قرأ أبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو (أدرك) على وزن أفعل أي بلغ ولحق كما يقال أدركه علمي إذا لحقه وبلغه يريد ما جهلوا في الدنيا وسقط علمه عنهم أعلموه في الآخرة وقال مجاهد يدرك علمهم (في الآخرة) ويعلمونها إذا عاينوها حين لا ينفعهم علمهم قال مقاتل بل علموا في الآخرة حين عاينوها ما شكوا وعموا ععنه في الدنيا وهو قوله (بل هم في شك منها) يعني هم اليوم في شك من الساعة وقرأ الآخرون بل ادراك موصولا مشددا مع الألف بعد الدال المشدد يعني تدارك وتتابع علمهم في الآخرة وتلاحق وقيل معناه اجتمع علمهم حين عاينوها في الآخرة أنها كائنة وهم في شك منها في وقتهم فيكون بمعنى الأول وقيل هو على طريق الاستفهام معناه هل تدارك وتتابع علمهم بذلك في الآخرة يعني لم يتتابع وضل وغاب علمهم به فلم يبلغوه ولم يدركوه لأن في الاستفهام ضربا من الجحد يدل عليه قراءة ابن عباس (بلى) بإثبات الياء (أدارك) بفتح الألف على الاستفهام يعني لم يدرك وفي حرف أبي (أم تدرك علمهم) والعرب تضع بل موضع أم وأم موضع بل وجملة أقول فيه أن الله أخبر أنهم إذا بعثوا يوم القيامة يستوي علمهم في الآخرة وما وعدوا فيها من الثواب والعقاب وإن كانت علومهم مختلفة في الدنيا وذكر علي بن عيسى أن معنى (بل) هاهنا ولو ومعناه لو أدركوا في الدنيا ما أدركوا في الآخرة لم يشكوا بل هم في شك منها بل هم اليوم في الدنيا في شك من الساعة (بل هم منها عمون) جمع عم وهو الأعمى القلب قال الكلبي يقول هم جهلة بها
(٤٢٦)