تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٣٨٤
سورة الشعراء من الآية 23 وحتى الآية 32 (تروح من الحي أم تتبكر وماذا يضرك لو تنتظر) أي تروح من لاحي قال عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة (لم أنس يوم الرحيل وقفتها وطرفها في دموعها غرق) (وقولها والركاب واقفة تتركني هكذا وتنطلق) أي أتتركني يقول تمن علي أن ربيتني وتنسى جنايتك على بني إسرائيل بالاستعباد والمعاملات القبيحة أو يريد كيف تمن علي بالتربية وقد استعبدت قومي ومن أهين قومه ذل فتعبيدك بني إسرائيل قد أحبط إحسانك إلي وقيل معناه تمن علي بالتربية وقوله (أن عبدت بني إسرائيل) أي باستعبادك بني إسرائيل وقتلك أولادهم دفعت إليك حتى ربيتني وكفلتني ولو لم تستعبدهم وتقتلهم كان لي من أهل من يريبني ولم يلقوني في اليم فأي نعمة لك علي قوله (عبدت) أي اتخذتهم عبيدا يقال عبدت فلانا وأعبدته وتعبدته واستعبدته أي اتخذته عبدا 23 (قال فرعون وما رب العالمين) يقول أي شيء رب العالمين الذي تزعم أنك رسوله إلي يستوصفه إلهه الذي أرسله إليه مما هو سؤال عن جنس الشيء والله منزه عن الجنسية فأجابه موسى عليه السلام يذكر أفعاله التي يعجز عن الإتيان بمثلها 24 (قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين) إنه خالقهما قال أهل المعاني أي كما توقنون هذه الأشياء التي تعاينونها فأيقنوا أن إله الخلق هو الله عز وجل فلما قال موسى ذلك تحير فرعون في جواب موسى 25 قال لمن حوله من أشراف قومه قال ابن عباس كانوا خمس مائة رجل عليهم الأصورة قال لهم فرعون استعبادا لقول موسى (ألا تستمعون) وذلك أنهم كانوا يعتقدون أن ألهتهم ملوكهم فزادهم موسى في البيان 26 (قال ربكم ورب آبائكم الأولين) 27 (قال) يعني فرعون (إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون) يتكلم بكلام لا نعقله ولا نعرف
(٣٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 ... » »»