سورة الشعراء من الآية 62 وحتى الآية 70 الآخرون (قال أصحاب موسى إنا لمدركون) يعني سيدركنا قوم فرعون ولا طاقة لنا بهم 62 (قال) موسى ثقة بوعد الله إياه (كلا) لن يدركونا (إن معي ربي سيهدين) يدلني على طريق النجاة 63 (فأوحينا إلى موسى أن اطضرب بعصاك البحر فانفلق) يعني فضربه فانفلق فانشق (فكان كل فرق) قطعة من الماء (كالطود العظيم) كالجبل الضخم قال ابن جريج وغيره لما انتهى موسى إلى البحر هاجت الريح والريح يرمي بموج مثل الجبال فقال يوشع يا مكلم الله أين أمرت فقد غشينا فرعون والبحر أمامنا قال موسى هاهنا فخاض يوشع الماء وجز البحر ما يواري حافر دابته الماء وقال الذي يكتم إيمانه يا مكلم الله أين أمرت قال هاهنا فكبح فرسه بلجامه حتى طار الزبد من شدقيه ثم أقحمه البحر فارتسب في الماء وذهب القوم يصنعون مثل ذلك فلم يقدروا فجعل موسى لا يدري كيف يصنع فأوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر فضربه فانفلق فإذا الرجل واقف على فرسه لم يبتل سرجه ولا لبده 64 (وأزلفنا) يعني وقربنا (ثم الآخرين) يعني قوم فرعون يقول قدمناهم إلى البحر وقربناهم إلى الهلاك وقال أبو عبيدة وأزلفنا جمعنا ومنه ليلة المزدلفة أي ليلة الجمع وفي القصة أن جبريل كان بين بني إسرائيل وبين قوم فرعون وكان يسوق بني إسرائيل ويقول ما رأينا أحسن سياقة من هذا الرجل وكان يرع قوم فرعون وكانوا يقولون ما رأينا أحسن رعة من هذا 65 (وأنجينا موسى ومن معه أجمعين) 66 (ثم أغرقنا الآخرين) فرعون وقومه وقال سعيد بن جبير كان البحر ساكنا قبل ذلك فلما ضربه موسى بالعصا اضطرب فجعل يمد ويجزر 67 (إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين) أي من أهل مصر قيل لم يكن آمن من أهل مصر إلا آسية امرأة فرعون وحزقيل المؤمن ومريم بنت مأمويا التي دلت على عظام يوسف عليه السلام 68 (وإن ربك لهو العزيز الرحيم) العزيز في الانتقام من أعدائه الرحيم بالمؤمنين حين أنجاهم 69 قوله (واتل عليهم نبأ إبراهيم) 70 (إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون) أي شيء تعبدون
(٣٨٨)