تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٣٧٩
74 (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا) قرأ بغير ألف أبو عمر وحمزة الكسائي وأبو بكر وقرأ الباقون بالألف على الجمع (قرة أعين) يعني أولادا أبرارا أتقياء يقولون اجعلهم صالحين فتقر أعيننا بذلك قال القرظي ليس شيء أقر لعين المؤمن من أن يرى زوجته وأولاده مطيعين لله عز وجل وقاله الحسن ووحد القرة لأنها مصدر وأصلها من القر لأن العرب تتأذى من الحر وتستروح إلى البرد وتذكر قرة العين عند السرور وسخنة العين عند الحزن ويقال دمع العين عند السرور بارد وعند الحزن حار وقال الأزهري معنى قرة الأعين أن يصادف قلبه من يرضاه فتقر عينه به عن النظر إلى غيره (واجعلنا للمتقين إماما) يعني أئمة يقتدون في الخير بنا ولم يقل أئمة كقوله تعالى (أنا رسول رب العالمين) وقيل أراد أئمة كقوله (فإنهم عدو لي) يعني أعداء ويقال أميرنا هؤلاء أي أمراؤنا وقيل لأنه مصدر كالصيام والقيام يقال أم إماما كما يقال قام قياما وصام صياما قال الحسن نقتدي بالمتقين ويقتدي بنا المتقون وقال ابن عباس اجعلنا أئمة هداة كما قال (وجعلناهم أئمة يهتدون بأمرنا) ولا تجعلنا أئمة ضلالة كما قال (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار) وقيل هذا من المقرب يعني واجعل المتقين لنا إماما واجعلنا مؤتمين مقتدين بهم وهو قول مجاهد 75 (أولئك يجزون) يعني ينالون (الغرفة) يعني الدرجة الرفيعة في الجنة والغرفة كل بناء مرتفع عال وقال عطاء يريد غرف الدر والزبرجد في الجنة (بما صبروا) على أمر الله تعالى وطاعته وقيل على أذى المشركين وقيل عن الشهوات (ويلقون فيها) قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر بفتح الياء وتخفيف القاف كما قال فسوف يلقون غيا وقرأ الآخرون بضم الياء وتشديد القاف كما قاف (ولقاهم نضرة وسرورا) وقوله (تحية) أي ملكا وقيل بقاء دائما (وسلاما) أي يسلم بعضهم على بعض وقال الكلبي يحيي بعضهم بالسلام ويرسل الرب إليهم بالسلام وقيل سلاما أي سلامة من الآفات 76 (خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما) أي موضع قرار وإقامة 77 (قل ما يعبأ بكم ربي) قال مجاهد وابن زيد أي ما يصنع وما يفعل بكم قال أبو عبيدة يقال ما عبأت به شيئا أي لم أعده فوجوده وعدمه سواء مجازه أي وزن وأي مقدار لكم عنده (لولا دعاؤكم) إياه وقيل لولا إيمانكم وقيل لولا عبادتكم وقيل لولا دعاؤه إياكم إلى الإسلام فإذا آمنتم ظهر لكم قدر وقال قوم معناها قل ما يعبأ بخلقكم ربي لولا عبادتكم وطاعتكم إياه يعني إنه خلقكم لعبادته كما قال (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وهذا قول ابن عباس ومجاهد وقال قوم قل ما يعبأ ما يبالي بمغفرتكم لولا دعاؤكم معه آلهة أو ما يفعل بعذابكم لولا شرككم كما قال الله تعالى (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم) وقيل ما يعبأ بعذابكم لولا شرككم كما قال الله تعالى (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم) وقيل ما يعبأ بعذابكم لولا دعاؤكم إياه في الشدائد كما قال (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله) وقال (فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون) وقيل (قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم) يقول
(٣٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 ... » »»